واختار التفصيل المذكور أيضاً الشيخ البهائي (قدس سره) [1] والعلامة المجلسي الأول (قدس سره) في بعض رسائله الفارسية [2] ، وهكذا معظم الفقهاء في الأعصار الأخيرة كالشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) ومن بعده من أعلام المراجع كالسيد صاحب العروة (قدس سره) وأكثر المعلقين عليها.
هذا وتقدم من العلامة في التذكرة نسبة القول بوحدة الآفاق وعدم التفريق بين البلاد المتقاربة والمتباعدة إلى بعض علمائنا، والملاحظ أنه لم يتعرض لخلاف هذا البعض في كتابه (مختلف الشيعة) المعدّ لبيان ما اختلف فيه فقهاء الأصحاب، ولم يظهر وجهه [3] .
وقد توقف في المسألة المحقق السبزواري (قدس سره) في كتابيه الذخيرة والكفاية [4] ، وقال: إن المسألة عندي محل إشكال لفقد نص واضح الدلالة على حقيقة الحال.
وأول من تبنى القول بوحدة الآفاق من علمائنا ـ ممن يعرف باسمه ـ هو المحدث الفيض الكاشاني في الوافي [5] حيث قال: (الظاهر أنه لا فرق بين أن يكون ذلك البلد المشهود برؤيته فيه من البلاد القريبة من هذا البلد أو البعيدة منه). ولكنه قال بنفسه في كتابه الآخر مفاتيح الشرائع [6] : (ويختلف الحكم باختلاف مطالع البلاد وفاقاً للأكثر ووجهه ظاهر).
وقد بنى على القول بوحدة الآفاق أيضاً كل من الشيخ صاحب