أن الناس قد صاموا يوم الخميس في بغداد متأخرين يوماً لأن الأربعاء كان أول الشهر بدليل أن الهلال بقي طويلاً بعد الشفق في ليلة الخميس.
هذا والمذكور في المصادر التاريخية أن الإمام الهادي 7 كان في سنة (232 هـ) بعدُ في المدينة المنورة وإنما أُشخص إلى العراق في العام اللاحق [1] ، والملاحظ بمراجعة البرامج الكومبيوترية التي توضح أوضاع الهلال في السنين السابقة أن هلال رمضان في ذلك العام كان في ليلة الأربعاء (20 نيسان سنة 847 م) قابلاً للرؤية بوضوح في معظم القارة الأفريقية والأمريكيتين، وأما في الجزيرة العربية والعراق والشام ونحوها من المناطق فلم يكن قابلاً للرؤية بالعين المجردة إلا مع صفاء الجو تماماً، وهو ما لا يتحقق في أجواء مناطقنا إلا قليلاً، ويبدو أن هذا هو السبب في عدم رؤية الهلال في بغداد ولا في المدينة المنورة إلا في ليلة الخميس.
ومهما يكن فإن تصريح الإمام 7 بأنه إنما صام يوم الخميس يدل بوضوح على أنه 7 إنما كان يتبع ما تقتضيه رؤية الهلال في بلد سكناه دون الأماكن الأخرى.
وبالجملة: لا ينبغي الشك في أنهم : كانوا يعتمدون في بداية الأشهر الهلالية على الرؤية في بلدانهم أو ما هو قريب منها كسائر المسلمين.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنه لا ريب أن في تلك الأزمنة ـ كما في زماننا هذا ـ كانت رؤية الهلال متيسرة في كثير من الأشهر في بعض البلدان البعيدة في ليلة سابقة على ليلة تيسرها في العراق والحجاز وخراسان ونحوها ـ كما يعرف ذلك بملاحظة البرامج الكومبيوترية الحديثة التي تبيّن أوضاع القمر لمئات السنين السابقة واللاحقة، ومرّ أنموذج من