الخميس، وأخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس ولم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل. قال: فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس وأن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء. قال: فكتب إلي: «زادك الله توفيقاً فقد صمت بصيامنا» . قال: ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتبت به إليه. فقال لي: «أو لم أكتب إليك إنما صمت الخميس، ولا تصم إلا للرؤية» .
وهذه الرواية معتبرة السند، فإن أبا علي بن راشد قد وثقه الشيخ في كتاب الرجال [1] ، وكان وكيلاً للإمام الهادي 7 كما ذكر ذلك في ترجمته [2] .
والشيخ (قدس سره) قد ابتدأ هذه الرواية بـ(أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد) الذي هو من مشايخ أستاذه المفيد، فيبدو أنه أخذها من كتاب أستاذه المتقدم ذكره، والرجل وإن لم يوثق في كتب الرجال ولكن مرّ في موضع سابق [3] أنه من مشايخ الإجازة الذين لا يضر وجودهم في الأسانيد باعتبارها.
فلا خدش في سند الرواية، وقد وردت بالنص المذكور في التهذيب المطبوع وغيره، ولكن في هامش جامع الأحاديث [4] هكذا: إن في بعض النسخ: (كتبت إلى أبي الحسن العسكري كتاباً وأرخته). والظاهر أن هذا هو الصواب بقرينة قوله في الذيل: (فسألته عما كتبت به إليه).
وأما قوله: (فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس وأن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء) فلا يخلو من خلل، والمقصود واضح وهو أنه اعتقد