يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا (يا) للنداء و حروف النداء عند سيبويه [1] خمسة و هي: يا و أيا و هيّا و أي و الألف. و «ها» للتنبيه و (أيّ) نداء مفرد و النعت لازم له ليبيّنه اَلَّذِينَ نعت لأيّ و يقال: «الّذون» . آمَنُوا صلة الذين و الأصل «أأمنوا» فخفّفت الهمزة الثانية و لا يجوز الجمع بينهما في حرف واحد إلاّ في فعّال. أَوْفُوا مجزوم عند الكوفيين و أضمروا اللام، و غير معرب عند البصريين لأنه لا يضارع. بِالْعُقُودِ خفض بالباء و هو جمع عقد يقال: عقدت الحبل و العهد و أعقدت العسل و وجب بهذا أن يوفى بكل يمين و أمان و بيع و اجارة إذا لم يكن حراما. أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ اَلْأَنْعََامِ اسم ما لم يسمّ فاعله أي أحل لكم أكلها و الانتفاع بها. و بنو تميم يقولون: «بهيمة» [2] .
إِلاََّ مََا يُتْلىََ عَلَيْكُمْ في موضع نصب بالاستثناء، و هو عند سيبويه [3] بمنزلة المفعول، و عند أبي العباس بمعنى استثنيت. قال أبو إسحاق [4] : لا يجوز إلا ما قاله سيبويه و الذي قال أبو العباس لا يصحّ، و زعم الفراء [5] : أنه يجوز الرفع بجعلها «إلا» العاطفة و النصب عنده بإن. غَيْرَ مُحِلِّي نصب على الحال مما في أوفوا. قال الأخفش:
أي يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود غير محلي الصيد، و قال غيره: حال من الكاف و الميم، و التقدير: أحلّت لكم بهيمة الأنعام غير محلى الصيد، و الأصل محلّين حذفت