الاستنجاء عن الغائط یدخل البحث في محلّ الکلام والسرّ في ذلک أنه ربّما یرشد الشارع إلی طریق الاستنجاء الأسهل أو لمصالح أخری ولکن مجرد هذا لا یعدّ دلیلاً علی أنّ هذا العمل محبوب لدی الشارع الأقدس وهو یحبّذ علیه کما یحثّ لاتیان صلاة اللیل وهکذا، فإذا سلّمنا ذلک أو ضعف الدلالة وإجمال الخبر فجریان القاعدة خال ثبوت الاستحباب الشرعی لعدم الاعتبار بالقیاس عن الإشکال، اللَّهمَّ إلّا أن یدّعی ثبوت الندب وصدق الاستحباب علی ال والذوقیات الغیر المعتبرة وأنّ المصلحة کیفما فرضت فإنّها توجب الاستحباب علی العمل.

ـ قول العلامة الخوانساري; في مشارق الشموس ۴

استحباب الوضوء قبل الغسل : قال; في بحث

و في التهذیب یستحبّ مع غسل الجنابة والمشهور عدم الاستحباب ومستند قول الشیخ; روایتا أبی بکر الحضرمی ومحمد بن میسر السابقتان في البحث المذکور ولا یخفی أنّ القول باستحباب الوضوء قبل الغسل لا ظاهر لأنّ بناء علی التسامح في أدلّة السنن لروایتین وعدم معارض بأس به ما ورد من أنه لا وضوء فیه یحمل علی الوجوب وما ورد من أنّ الوضوء بعد .الغسل بدعة لاینافیه... [1]

یتضح من خلال التأمل في هذا الکلام أنّ توصیفه للوضوء بالندب بهذا النحو یدلّ علی التسامح عقلاً مع أنّ عدم المعارضة الذی هو ضعف الروایتین وأنّه لا یکاد یثبت بهما الندب الشرعی لولا قاعدة

[1] .348، ص1 .مشارق الشموس: ج