وعنه (ع) أيضا قال : "مات رجل علي عهد أمير المؤمنين (ع) لم يكن له وارث فدفع أمير المؤمنين ميراثه الي همشهريجه (همشيريجه خ ل)"[1] الي غير ذلك من الروايات .

أقول : ان فقهاءنا قد أخذوا بما مر أولا من الاخبار في المسألة فقالوا ان ميراث من لا وارث له للامام يصنع فيه ما يشاء حسب ما يراه صلاحا، وحملوا الاخبار الاخيرة علي حكاية فعل صدر عن الامام تبرعا وتفضلا علي اختلافهم في التعبيرات [2].

فما نقل عن علي (ع) بطرقنا، وكذا عن النبي 6 بطرق السنة من صرف ميراث من لا وارث له في مصرف خاص، ليس الا لانهما كانا قائدان وامامان للمسلمين وكان المورد صلاحا في نظرهما(ع).

ولكن مع ذلك اختلفت كلمات أصحابنا في حكمه في عصر الغيبة :

ففي الفقيه : "ومتي كان الامام غائبا فماله لاهل بلده متي لم يكن له وارث"[3].

ومراده أهل بلد الميت لا بلد الامام .

وفي الشرائع : "وكان علي (ع) يعطيه فقراء بلده وضعفاء جيرانه تبرعا، وان كان غائبا قسم في الفقراء والمساكين"[4].

وفي الدروس : "وان كان غائبا قال جماعة من الاصحاب : يحفظ له بالوصاة أو الدفن الي حين ظهوره والاظهر جواز قسمته في الفقراء

---