نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 166
السفر. و كذا بعض أقسام الرعاة و الصعاليك السائرة
في البلدان بحيث يكون نسبتهم الي جميعها علي حد سواء. فجميع هذه تشترك في انصراف أدلة القصر عنها من أول الامر و تخرج
عنها موضوعا كمالايخفي .
و أما سائر أقسام المكارين و الملاحين و نظائرهم فتختلف مع الاعراب ومشابهيهم، لكونهم ذوي أوطان معلومة و يكون
السفر مبعدا لهم عن أوطانهم، غاية الامر كثرة تحقق السفر منهم .
فيكون خروجهم عن حكم القصر بعنوان آخر مخصص لادلته .
و ما هو الملاك في خروجهم هو كون السفر عملا لهم و مقوما لشغلهم، كمادل عليه روايتا زرارة و ابن أبي عمير. هذا.
و قد عرفت أن المشهور عبروا عن ذلك بكون السفر أكثر من الحضر.
ويمكن أن يقال باستفادتهم ذلك من قوله (ع): "لانه عملهم" بالقاء الخصوصية :
بتقريب أن خصوصية الاكتساب و كون الارتزاق من طريق السفر مما يقطع بعدم دخالته في الحكم . فلو فرض كون شخص
يكاري من أول عمره الي آخره في سبيل الله، بمعني أنه يحمل الاشخاص و الاثقال للناس تبرعا و مجانا فلاينبغي الاشكال في
وجوب الاتمام عليه .
هل يكون لخصوصية التحرف دخل في الحكم ؟
و كذلك يمكن أن يقال بعدم دخالة خصوصية كونه ذا حرفة معينة كالمكاراة و نحوها من الصنائع و الحرف المتقومة بالسفر
أيضا في ذلك، اذ بمناسبة الحكم و الموضوع يستظهر أن موجب الحكم بالاتمام في هذه الاشخاص هو كون السفر متكررا منهم و
كونهم ملازمين له غالبا من غير دخالة لحيثية التحرف في ذلك .
و يدل علي ذلك أن الظاهر رجوع الضمير في قوله : "لانه" الي السفر. فيستفاد
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 166