نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 131
ولكن الانصاف أن ظاهر الحديث كون الاعتبار بالسير، و كون المعتبر شاغليته لليوم فعلا، فيجب أن يؤخذ بظاهره و يراد
بالشاغل في الكبري المطوية أيضا ذلك، اذ المقدر تابع للمذكور، و لانسلم كون كلامه (ع) ناظرا الي مسيرة اليوم الواردة في بعض
أخبار الثمانية، و ان أصر عليه في الجواهر و المصباح،[1] اذ مضافا الي أن هذا القول رجم بالغيب يرد عليه أن المراد بمسيرة اليوم
المذكورة في تلك الاخبار أمارة للبريدين هو مقدار سير القوافل و الاثقال المتعارفة لاسير هذا المسافر الخاص، و الامر فيما نحن
فيه بالعكس، حيث ان اضافة كلمة اليوم الي ضمير الشخص تدل علي أن المعتبر في المقام شغل يوم هذاالشخص لامقدار سير
القوافل و الاثقال المتعارفة .
فان قلت : جواب الامام (ع) كما عرفت انما هو لرفع استبعاد محمد بن مسلم و استعجابه، فيجب أن يكون صغري لكبري
معلومة للمستعجب مع قطع النظر عن هذا الجواب، و ليست الا ما اشتهر وارتكز في ذهنه من تحديد المسافة بمسيرة اليوم . فمفاد
هذه الرواية مفاد صحيحة زرارة الحاكية لسفر رسول الله 6 الي ذباب، حيث قال : "و انما فعل ذلك لانه اذا رجع كان سفره
بريدين ثمانية فراسخ ." و محط النظر في كليهما بيان اعتبار أصل الرجوع في البريد و أنه بالرجوع يصير من مصاديق الحد المقرر
المعروف من البريدين و مسيرة اليوم .
قلت : لانسلم كون الامام (ع) بصدد احالة ابن مسلم و ارجاعه الي الكبري المرتكزة في ذهنه، بل لعله بصدد بيان اشتباهه في
تخيل كون ملاك القصر منحصرا في البريدين . فمحصل جوابه (ع) أن للقصر موجبا آخر سوي البريدين، و هو كون سير المسافر
شاغلا ليومه فعلا، و أن البريد بضم الرجوع اليه يصير مصداقا لهذا
[1] راجع الجواهر 214/14; و مصباح الفقيه / 726 و ما بعدها، في الشرط الاول من شروط القصر.
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 131