responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 55
كان يقرها، كيف يمكن حل هذا التعارض ؟ و بعبارة أخري كيف يتسني للدين مواكبة هذه المتغيرات المتزايدة ؟

ان التطور الذي ينجزه الانسان له جوانب سلبية وأخري ايجابية . أما السلبية منها فلا يماشيها الدين و لايتأمل منه مماشاتها. والمراد من التطور السلبي تلك التغييرات التي لاتؤخذ فيها مصلحة الانسان بنظر الاعتبار، حتي و ان كان ظاهرها يوحي بالايجابية، لان الجديد لايحمل بشائر الخير والصلاح دائما. و أما التغييرات التي تساهم في تذليل سبل الحياة، و تنسجم مع العقل والتجربة والمبادئ الانسانية، فلا ينظر اليها الدين نظرة سلبية . و يمكن شرح كيفية استجابته للتطورات علي النحو التالي :

للناس جوانب ثابتة لايؤثر فيها التغيير والتبدل . والدين في هذا المجال ثابت أيضا و يلبي تلك المطاليب الثابتة . والدين فيه جوانب اعتقادية، و أخلاقية، و عملية . والجوانب الاعتقادية تتعلق بتلك الجوانب الثابتة التي ليس من المنطقي ان يحصل أي تغيير فيها. نعم قد تؤدي بعض المعطيات والانجازات العلمية حول العالم، أو التفسير العلمي للعالم، الي تغيير نظرة بعض الناس الي الكون و علاقته بمبدأ الوجود; فتوحي بعدم أو قلة تأثير الله والقوي غير المادية . و مهما كانت التطورات فانها لاتؤثر في واقع العالم . و هي قد تحدث تغييرا في أمور جزئية و لكنها لاتفسد النظام العام للوجود، و لاتبطل مفعول نظام العلية، و لاتنقض القوانين السائدة في عالم الوجود أو تبدلها. فالاعتقادات قائمة علي واقع الوجود، و ان الناس يجب أن يؤمنوا استنادا الي ما هو قائم . و هذا الواقع الثابت يستدعي اعتقادات ثابتة لاتبدل فيها. و لهذا فالاديان السابقة مهما حصل فيها من تغيير، بقي هذا الجانب منها ثابتا لايقبل التغيير.

أما بالنسبة الي التعاليم الاخلاقية، فهي ذات صلة وثيقة بالطبيعة الانسانية . والكثير من الوصايا الاخلاقية للدين جاءت من باب الارشاد بحكم العقل أو الفطرة . والناس يدركون هذا الجانب من الامور الاخلاقية حتي من غير وجود التعاليم الدينية . و أمثال هذه التعليمات تستمد جذورها من الناس أنفسهم، و هي كسابقتها ثابتة و تعد من المتطلبات الاساسية لبني الانسان، و لايمكن الاستغناء عنها مهما تقدم اجتماعيا و علميا و صناعيا و عقليا، و هي من لوازم الانسان سواء كان متخلفا أم متطورا.
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست