نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 498
الضرورات الاجتماعية تمنع القيود. و توزيع الثروات والمقدرات العامة مهمة دقيقة،
و تحتاج الي تدبير سليم من قبل المسؤولين . و ينبغي - طبعا - ترجيح رضا العامة علي
رضا الخواص .
و يجب بطبيعة الحال مراعاة الاختلاف في القدرات والاستعدادات ; لان هذه الظاهرة
طبيعية و معقولة، و تتماشي مع العدل والانصاف . فليس المراد من العدالة الاجتماعية
النظر الي الاستعدادات بعين واحدة و تجاهل الاختلاف في الطاقات والقدرات . و مع
ذلك لابد من الانتباه الي عدم فرض رغبات و ميول غير عادلة علي المجتمع تحت ذريعة
هذه المتطلبات الصحيحة .
يمكن من خلال الحسابات الصحيحة والاحصائيات الدقيقة استشراف النتائج التي
تتمخض عن القرارات والاجرأات السياسية، والاقتصادية والثقافية، و معرفة مدي
تطابقها أو عدم تطابقها مع الاهداف والغايات المنشودة . فالقرار الصحيح يؤثر ايجابيا في
حركة المجتمع، و أدني خطاء يرتكب في هذا المجال تظهر تأثيراته . هذا يستدعي طبعا
الوقوف بوجه استمرار و تراكم القرارات الخاطئة، تلافيا لوقوع المزيد من الخسائر.
جاء في حديث عن الامام الباقر(ع): "ما اوسع العدل ، ان الناس يستغنون اذا عدل
فيهم و تنزل السماء رزقها و تخرج الارض بركتها باذن الله تعالي".[1]
تجدر الاشارة الي أن الشعوب الاسلامية مرت بعهود من الظلم والتمييز أدت الي
ظهور طبقات تفصلها فوارق شاسعة من الفقر والغني . والمتصدون العادلون لايتسني لهم
ادعاء تطبيق العدالة دون أخذ الماضي بنظر الاعتبار.
المجتمع الذي أرسيت فيه ركائز كل أنواع التمييز، و ظهرت فواصل طبقية عميقة بين
شرائحه، اذا أريد تطبيق العدالة فيه، لابد من معرفة الاسباب الجذرية والتعويض عما
فات . و أحيانا تتطلب الحاجة توجيه المقدرات الي مناطق عاش الناس فيها في فقر و
حرمان مريرين .
[1] الصدوق، من لايحضره الفقيه، ج 2، ص 53، باب الخراج والجزية، الحديث 1677 ; الكليني ، الكافي ، ج 3، ص 568، الحديث 6 ; الطوسي ، تهذيب الاحكام، ج 4، ص 136، الحديث 380 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 498