نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 311
4 - العقل
ان لم يكن هناك حكم شرعي لحالة معينة - و بما أن الاحكام الالهية تابعة للمصالح
والمفاسد، والعقل قادر اجمالا علي تشخيص المصالح والمفاسد - فاذا توصل العقل
جزما و يقينا الي حكمة خاصة الي جانب سائر الحكم، يحصل عندئذ الحكم الشرعي
لتلك الحالة . و كذلك اذا كان للشرع حكم واجب لقضية معينة، و لكن أداء ذلك الواجب
يتوقف علي عمل آخر خاضع لتشخيص العقل، فهنا يكون لحكم العقل اعتبار و وثاقة في
هذه الحالة والحالات الاخري التي تسمي ب- "غير المستقلات العقلية".
و علي العموم في المستقلات العقلية لها قيمة واعتبار في كشف الحكم الشرعي
الي درجة وجود تلازم بين حكم العقل والشرع، و قيل : "كلما حكم به العقل حكم به
الشرع و كلما حكم به الشرع حكم به العقل"، و ذلك لان حجية العقل ذاتية و لاتحتاج الي
دليل آخر.
هذا طبعا فيما اذا توصل العقل بشكل قطعي و يقيني الي مصلحة واجبة تلزم المكلف
بأداء ذلك العمل، أو كشف عن فساد يوجب عليه اجتنابه، و هو ما يطلق عليه اصطلاحا
أنه كشف عن الملاك والمناط الواقعي بشكل يقيني ، و الا فان مجرد الظن والحدس
والتخمين لايمكن ان تطلق عليه تسمية حكم العقل .
الاجتهاد و تاريخه
كل من يكشف عن الاحكام المقررة و يفهم تكاليفه الدينية عن طريق فهم آيات
القرآن والتحقيق في الاحاديث والمصادر المذكورة، يغدو صاحب رأي و نظر في هذا
المضمار، ويسمي "مجتهدا".
و لكن فهم أحكام الدين لم يكن في جميع الازمان علي مستوي واحد من حيث
السهولة والصعوبة، و انما مر بأدوار مختلفة نستعرض كل واحدة بايجاز في ما يلي :
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 311