نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 168
2 - أن يكون المسلمون قد بلغوا في حياة النبي مرحلة من النضوج الفكري والعلمي
بحيث غدوا يستطيعون معرفة تكاليفهم في ضوء القرآن والسنة من غير حاجة الي
قائد ديني .
3 - أن تكون مهمة اختيار الخليفة قد تركت للمسلمين أنفسهم .
4 - كان من واجب النبي 6 أن ينظر بعيدا لما بعد عهده، و يضع خطة لاستمرار
التحرك الذي بدأه، و يعمل وفقا لها.
والافتراض الاول باطل طبعا; لانه يستلزم القيام بعمل عبثي لا فائدة منه . فليس من
المنطقي أن تبذل كل تلك الجهود ثم تترك الامور سدي ، ثم ان هذا يتناقض مع ادعاء
الخاتمية و مع الغاية التي جاء من أجلها الدين .
والافتراض الثاني غير صحيح أيضا; لان الواقع التاريخي يثبت خلاف ذلك . فما وقع
بعد الرسول من خلافات دموية أحيانا حول شؤون السلطة والقضايا السياسية، يكشف أن
المسلمين لم يبلغوا تلك الدرجة من النضوج الفكري .
أما بالنسبة الي الافتراض الثالث فهو افتراض غير عملي ; لان الامة لم تتفق علي
شخص واحد بسبب ما كان يتجاذبها من تعصب قبلي و تنافس بين البطون والاسر. و انما
دعت كل جماعة الي شخص . و أوضح دليل علي ذلك ما وقع من تجاذبات و منازعات
في السقيفة . فالشخص الذي بويع في السقيفة لم تبايعه الامة كلها. و فضلا عن ذلك فان
الامامة تعد امتدادا للنبوة والرسالة . و كان لابد من اختيار شخص جدير بهذا المنصب . و
اذا افترضنا أن مسؤولية اختيار الامام متروكة للمسلمين، كيف يتسني لهم تحديد أن هذا
الشخص أو ذاك لديه القدرة علي النهوض بهذه المسؤولية الخطيرة .
يري الشيعة أن رسول الله 6 و هو العاقل الحكيم، كان حريصا علي تحقيق الغاية
التي كان يهدف اليها بأفضل الاساليب، و لم يكن غافلا عن هذه القضية المهمة والمصيرية .
و حتي أنه كان يؤكد عليها في مواقف و مقاطع مختلفة . و يمكن الاستدلال علي صحة
هذا الادعاء من خلال تحليل الاخبار التاريخية في ضوء المعايير التي يدرس فيها أي
خبر تاريخي .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 168