نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 164
النبوة و امامة الناس : (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ) .[1] و قد ورد في
رواية : أن الامام عليا(ع) استند الي هذه الاية، والاية الشريفة : (لقد كان لكم في رسول
الله أسوة حسنة ) ،[3] و قال : الصبر علي ولاة الامر مفروض .[2]5 - الزهد
الامام أسوة يقتدي به الناس وتقع عليه مسؤولية تطهير الانفس، و هذا ما يفرض عليه
أن يكون ذا نفس طاهرة نقية، و أن يجتنب كل ما يدنس الروح ; لكي يكون داعيا للناس
الي الصلاح بسلوكه . فالامام يعيش في الدنيا و يتنعم بنعمها، و لكن عليه في الوقت نفسه
أن لايكون حريصا عليها; من أجل أن يدعو الناس بسلوكه الي الزهد. اذا كانت لدي
الامام نزعة الي الدنيا و لذائذها لاينجح في قيادته للناس . فمن الطبيعي أن الناس ليسوا
علي مستوي معاشي واحد، فربما يعجز الكثيرون منهم عن توفير القوت و أدني متطلبات
العيش لانفسهم ولاسرهم، فاذا رأوا القائد والامام يرفل بالنعم والملذات يشمئزون منه و
يمقتونه، و يشعرون بأن الثروة والرفاه المادي قيمة و فضيلة . و لاشك في أن انغماس من
ينصب نفسه للناس اماما في الملذات الدنيوية، ينطوي علي سلبيات فادحة، فهو يؤدي
من جهة الي نفور الفقراء عنه والشعور بالغربة عنه، و يؤدي من جهة أخري الي شعوره هو
بالكبر والميل الي اكتناز الثروة .
و قد كتب علي (ع) الي واليه عثمان بن حنيف عن نفسه بصفته اماما لدين الناس و
دنياهم، ما يلي : هيهات أن يغلبني هواي و يقودني جشعي الي تخير الاطعمة و لعل
بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع أو أبيت مبطانا و حولي
بطون غرثي و أكباد حري أو أكون كما قال القائل :
و حسبك داء أن تبيت ببطنة ____ و حولك أكباد تحن الي القد
[1] سورة الاحقاف (46)، الاية 35 .
[2] سورة الاحزاب (33)، الاية 21 .
[3] الطبرسي ، أبو منصور، الاحتجاج، ج 1، ص 587 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 164