نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 141
جميع الظروف والاحوال، فهذا هو الحاصل علي درجة العصمة . والعصمة مرحلة فوق
العدالة، و هي تعني أن الشخص بلغ درجة ينفر فيها من الذنب، و لايدنس نفسه به أبدا.
قال الامام الصادق (ع) في وصف العصمة والمعصوم :"المعصوم هو الممتنع بالله من جميع
محارم الله، و قد قال الله - تبارك و تعالي -: (و من يعتصم بالله فقد هدي الي صراط
مستقيم ) [2]".[1]
منشاء العصمة
للعصمة منشآن : أحدهما لطف من الله علي خاصة من عباده . والمنشاء الاخر الوعي و
كمال الايمان . فان وصل أحد درجة من الايمان والوعي بحيث تتكشف له حقائق
الامور، و يمتنع بالنتيجة عن ارتكاب أي ذنب، فهذا يعني أنه قد نال مرتبة العصمة . ان
الايمان والوعي يمنعان الانسان عن الذنب . والمعصوم لديه رادع قوي من الوعي
والايمان، يحول بينه و بين الاثام والاخطاء بحيث يمكن تشبيهه بمن يري مادة و يوقن
بأنها سم قاتل فيجتنب تناولها. و هذا يعني أن منشاء العصمة ليس قوة خارجية، و انما هو
اختيار واع يميزه عن غيره و يمنحه مقام العصمة .
رد علي شبهة
ان كان الانبياء معصومون من كبائر الذنوب وصغائرها، فهذا يستدعي أن تكون
عصمتهم علي الصعيد النظري و علي الصعيد العملي علي حد سواء. و ان كان الامر كذلك،
فكيف يمكن توجيه ما جاء في القرآن الكريم بشأن بعض الانبياء، و من ذلك قوله تعالي
في آدم :(ع) (و عصي آدم ربه فغوي ) ،[3] أو ما جاء علي لسان النبي يونس (ع) من
قوله تعالي : (سبحانك اني كنت من الظالمين ) .[4] و ورد عن النبي موسي (ع) أنه قال
[1] سورة آل عمران (3)، الاية 101 .
[2] المجلسي ، بحارالانوار، ج 25، ص 194 و 195، الحديث 6 .
[3] سورة طه (20)، الاية 121 .
[4] سورة الانبياء (21)، الاية 87 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 141