responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 142
ردا علي فرعون الذي قال له : انك ارتكبت ذلك العمل - أي قتله لرجل قبطي حينما استنصره رجل سبطي - : (فعلتها اذا و أنا من الضالين ) .[1]

ولتسليط الضوء علي التساؤل الوارد آنفا لابد من توضيح ثلاثة أمور:

1 - هنالك اختلاف حول المراد من العصمة هنا، و هل هي عصمة من الذنب أم عصمة من الخطاء. فبعض أهل السنة يقول : انه عصمة من الذنب و ليس من الخطاء. و هكذا يوجهون عصيان آدم وخطاء يونس و موسي (ع).

2 - ان أوامر و نواهي الله ليست كلها علي درجة واحدة ; فبعضها واجب، و بعضها مستحب، و بعضها جائز و مباح . و هكذا الحال بالنسبة الي النواهي أيضا; فهناك نوعان من النهي : نهي تحريم و نهي كراهة . أي أن النهي يوجب اجتناب ما نهي عنه تارة، وتارة أخري لايدل علي الحرمة، و لكن يستحسن فيه الترك، و لكن لو ارتكب فلا عقوبة عليه ; لان العمل الذي ارتكب كان من الافضل أن لايرتكب .

3 - هناك من الذنوب والاخطاء ما يقاس بمكانة الافراد و منزلتهم . بمعني : ان كان الشخص محط أنظار الناس، ويرتجي منه أن يكون عمله في غاية الصلاح، و بعيدا عن كل شائبة أو اجحاف، فمن الطبيعي أن يكون أي خلل أو زلل في سلوكه مدعاة للتساؤل والشكوك . و هكذا يصدق علي الانبياء بسبب ما لهم من منزلة عند الله، و ما عليهم من مسؤولية أمام الناس . فلابد اذا أن يرتجي منهم ما لايرتجي من غيرهم . نذكر كمثال علي ذلك، أن ما فعله النبي موسي (ع) (و هو القتل) جاء في سياق الدفاع عن المظلوم و لم يكن خلافا للشرع، و لكنه كان بالنسبة الي موسي (ع) عملا غير مناسب ; لذلك أعرب عن ندمه عليه . و عندما بعث بالرسالة و ذهب الي فرعون، كانت أول مؤاخذة أثارها فرعون ضده هي هذه الحادثة .

أما بالنسبة الي النبي يونس (ع)، فلم يكن من المناسب لنبي أن يهاجر و يترك قومه ولما ينزل عليهم العذاب . وخلاصة الكلام هي أن ذنب كل شخص يتناسب مع مكانته . فما قد

[1] سورة الشعراء (26)، الاية 20 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست