نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 8 صفحه : 194
الناس. قال: إن اللَّه قتله، فسكت، فقال: مالك لا تتكلم؟ فقال اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِقال: أنت و اللَّه منهم، ويحك!! انظروا هذا أدرك؟
و اللَّه إني لأحسبه رجلا، فكشف عنه مري بن معاد الأحمري فقال: نعم قد أدرك، فقال: اقتله، فقال على بن الحسين: من يوكل بهذه النسوة؟ و تعلقت به زينب عمته فقالت: يا ابن زياد حسبك منا ما فعلت بنا، أما رويت من دمائنا؟ و هل أبقيت منا أحدا؟ قال: و اعتنقته و قالت: أسألك باللَّه إن كنت مؤمنا إن قتلته لما قتلني معه، و ناداه على فقال: يا ابن زياد!! إن كان بينك و بينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الإسلام. قال: فنظر إليهن ساعة ثم نظر إلى القوم فقال: عجبا للرحم!! و اللَّه إني لأظن أنها ودّت لو أنى قتلته أن أقتلها معه، دعوا الغلام، انطلق مع نسائك.
قال: ثم إن ابن زياد أمر بنساء الحسين و صبيانه و بناته فجهزن إلى يزيد، و أمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه، و أرسلهم مع محقر بن ثعلبة العائذى- من عائذة قريش- و مع شمر بن ذي الجوشن قبحه اللَّه، فلما بلغوا باب يزيد بن معاوية رفع محقر بن ثعلبة صوته فقال: هذا محقر بن ثعلبة، أنى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه يزيد بن معاوية: ما ولدت أم محقر شر و ألأم] [1].
فلما دخلت الرءوس و النساء على يزيد دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعلي بن الحسين و صبيان الحسين و نسائه، فأدخلن عليه و الناس ينظرون، فقال لعلى بن الحسين: يا على أبوك قطع رحمي و جهل حقي و نازعنى سلطاني، فصنع اللَّه به ما قد رأيت. فقال على: ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍفقال يزيد لابنه خالد: أجبه. قال: فما دري خالد ما يرد عليه، فقال له يزيد: قل ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍفسكت عنه ساعة ثم دعا بالنساء و الصبيان فرأى هيئة قبيحة، فقال: قبح اللَّه بن مرجانة، لو كانت بينهم و بينه قرابة و رحم ما فعل هذا بهم، و لا بعث بكم هكذا.
و روى أبو مخنف عن الحارث بن كعب عن فاطمة بنت على قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا و أمر لنا بشيء و ألطفنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه- يعنيني- و كنت جارية وضيئة، فارتعدت فزعة من قوله، و ظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب أختى زينب- و كانت أكبر منى و أعقل، و كانت تعلم أن ذلك لا يجوز- فقالت لذلك الرجل: كذبت و اللَّه و لؤمت، ما ذلك لك و له: فغضب يزيد فقال لها: كذبت! و اللَّه إن ذلك لي، و لو شئت أن أفعله لفعلت. قالت: كلا! و اللَّه ما جعل اللَّه ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا و تدين بغير ديننا. قالت: فغضب يزيد و استطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من