responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 193

يطعن بالقضيب، قال سفيان و أخبرت أن الحصين كان ينشد على إثر هذا:-

سمية أمسى نسلها عدد الحصى‌* * * و بنت رسول اللَّه ليس لها نسل‌

و أما بقية أهله و نسائه فان عمر بن سعد و كلّ بهم من يحرسهم و يكلؤهم، ثم أركبوهم على الرواحل في الهوادج، فلما مرّوا بمكان المعركة و رأوا الحسين و أصحابه مطرحين لك بكته النساء، و صرخن، و ندبت زينب أخاها الحسين و أهلها، فقالت و هي تبكى:

يا محمداه، يا محمداه* صلّى عليك اللَّه* و ملك السماه* هذا حسين بالعراه* مزمل بالدماه، مقطع الأعضاء يا محمداه* و بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة، تسفى عليها الصبا. قال فأبكت و اللَّه كل عدوّ و صديق.

[قال قرة بن قيس لما مرّت النسوة بالقتلى صحن و لطمن خدودهن، قال: فما رأيت من منظر من نسوة قط أحسن منظر رأيته منهن ذلك اليوم، و اللَّه إنهن لأحسن من مهابيرين. و ذكر الحديث كما تقدم‌] [1]. ثم قال: ثم ساروا بهم من كربلاء حتى دخلوا الكوفة فأكرمهم ابن زياد و أجرى عليهم النفقات و الكساوى و غيرها، [قال: و دخلت زينب ابنة فاطمة في أرذل ثيابها قد تنكرت و حفّت بها إماؤها، فلما دخلت على عبيد اللَّه بن زياد قال: من هذه؟ فلم تكلمه، فقال بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة، فقال: الحمد للَّه الّذي فضحكم و قتلكم و كذّب أحدوثتكم.

فقالت: بل الحمد للَّه الّذي أكرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا لا كما نقول، و إنما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر. قال: كيف رأيت صنع اللَّه بأهل بيتكم؟ فقالت: كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، و سيجمع اللَّه بينك و بينهم فيحاجونك إلى اللَّه. فغضب ابن زياد و استشاط، فقال له عمرو بن حريث: أصلح اللَّه الأمير! إنما هي امرأة، و هل تؤاخذ المرأة بشي‌ء من منطقها؟ إنها لا تؤاخذ بما تقول و لا تلام على خطل.

و قال أبو مخنف عن المجالد عن سعيد: إن ابن زياد لما نظر إلى على بن الحسين «زين العابدين» قال لشرطى: انظر أ أدرك هذا الغلام، فان كان أدرك فانطلقوا به فاضربوا عنقه؟ فكشف إزاره عنه فقال: نعم! فقال: اذهب به فاضرب عنقه، فقال له على بن الحسين: إن كان بينك و بين هؤلاء النسوة قرابة فابعث معهن رجلا يحافظ عليهنّ، فقال له ابن زياد: تعال أنت! فبعثه معهن.

قال أبو مخنف: و أما سليمان بن أبى راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال: إني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه على بن الحسين، فقال له ما اسمك؟ قال: أنا على بن الحسين، قال: أو لم يقتل اللَّه على ابن الحسين؟ فسكت، فقال له ابن زياد. مالك لا تتكلم؟ قال: كان لي أخ يقال له على أيضا قتله‌


[1] سقط من المصرية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست