responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 195

الدين أبوك و أخوك، فقالت زينب: بدين اللَّه و دين أبى و دين أخى و جدي اهتديت أنت و أبوك و جدك. قال: كذبت يا عدوة اللَّه. قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما و تقهر بسلطانك.

قالت: فو اللَّه لكأنه استحى فسكت، ثم قام ذلك الرجل فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه. فقال له يزيد: اعزب و هب اللَّه لك حتفا قاضيا. ثم أمر يزيد النعمان بن بشير أن يبعث معهم إلى المدينة رجلا أمينا معه رجال و خيل، و يكون على بن الحسين معهن. ثم أنزل النساء عند حريمه في دار الخلافة فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكين و ينحن على الحسين، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام، و كان يزيد لا يتغدى و لا يتعشى إلا و معه على بن الحسين و أخوه عمر بن الحسين، فقال يزيد يوما لعمر بن الحسين- و كان صغيرا جدا- أ تقاتل هذا؟- يعنى ابنه خالد بن يزيد- يريد بذلك ممازحته و ملاعبته، فقال: أعطني سكينا و أعطه سكينا حتى نتقاتل، فأخذه يزيد فضمه إليه و قال: شنشنة أعرفها من أخزم، هل تلد الحية إلا حية؟

و لما ودعهم يزيد قال لعلى بن الحسين: قبح اللَّه بن سمية، أما و اللَّه لو أنى صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت و لو بهلاك بعض ولدى، و لكن اللَّه قضى ما رأيت، ثم جهزه و أعطاه مالا كثيراً و كساهم و أوصى بهم ذلك الرسول، و قال له: كاتبني بكل حاجة تكون لك، فكان ذلك الرسول الّذي أرسله معهن يسير عنهن بمعزل من الطريق، و يبعد عنهن بحيث يدركهن طرفه و هو في خدمتهم حتى وصلوا المدينة، فقالت فاطمة بنت على:

قلت لأختى زينب: إن هذا الرجل الّذي أرسل معنا قد أحسن صحبتنا فهل لك أن نصله؟ فقالت:

و اللَّه ما معنا شي‌ء نصله به إلا حلينا، قالت و قلت لها: نعطيه حلينا، قالت: فأخذت سواري و دملجي، و أخذت أختى سوارها و دملجها و بعثنا به إليه و اعتذرنا إليه و قلنا: هذا جزاؤك بحسن صحبتك لنا، فقال: لو كان الّذي صنعت معكم إنما هو للدنيا كان في هذا الّذي أرسلتموه ما يرضيني و زيادة، و لكن و اللَّه ما فعلت ذلك إلا للَّه تعالى و لقرابتكم من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم).

[و قيل إن يزيد لما رأى رأس الحسين قال: أ تدرون من أين أتى ابن فاطمة؟ و ما الحامل له على ما فعل، و ما الّذي أوقعه فيما وقع فيه؟ قالوا: لا! قال: يزعم أن أباه خير من أبى، و أمه فاطمة بنت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) خير من أمى، و جده رسول اللَّه خير من جدي، و أنه خير منى و أحق بهذا الأمر منى، فأما قوله أبوه خير من أبى فقد حاج أبى أباه إلى اللَّه عز و جل، و علم الناس أيهما حكم له، و أما قوله أمه خير من أمى فلعمري إن فاطمة بنت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) خير من أمى، و أما قوله جده رسول اللَّه خير من جدي، فلعمري ما أحد يؤمن باللَّه و اليوم الآخر يرى أن لرسول اللَّه فينا عدلا و لا ندا، و لكنه إنما أتى من قلة فقهه لم يقرأ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست