responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 157

أما إنك لا تدع سوء القتلة و قبح المثلة و خبث السيرة المكتسبة عن كتابكم و جهالكم‌] [1] و أقبل ابن زياد يشتمه و يشتم حسينا و عليا، و مسلم ساكت لا يكلمه رواه ابن جرير عن أبى مخنف و غيره من رواة الشيعة. ثم قال له ابن زياد: إني قاتلك. قال: كذلك؟ قال: نعم. قال: فدعني أوصى إلى بعض قومي، قال: أوص. فنظر في جلسائه و فيهم عمر بن سعد بن أبى وقاص. فقال: يا عمر إن بيني و بينك قرابة، ولى إليك حاجة، و هي سر فقم معى إلى ناحية القصر حتى أقولها لك، فأبى أن يقوم معه حتى أذن له ابن زياد، فقام فتنحى قريبا من ابن زياد فقال له مسلم: إنّ عليّ دينا في الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عنى، و استوهب جثتي من ابن زياد فوارها، و ابعث إلى الحسين، فانى كنت قد كتبت إليه أن الناس معه، و لا أراه إلا مقبلا، فقام عمر فعرض على ابن زياد ما قال له فأجاز ذلك له كله، و قال: أما الحسين فإنه لم يردنا لا نرده، و إن أرادنا لم نكف عنه، ثم أمر ابن زياد بمسلم بن عقيل فأصعد إلى أعلا القصر و هو يكبر و يهلل و يسبح و يستغفر و يصلى على ملائكة اللَّه و يقول: اللَّهمّ احكم بيننا و بين قوم غرّونا و خذلونا، ثم ضرب عنقه رجل يقال له بكير ابن حمران، ثم ألقى رأسه إلى أسفل القصر، و أتبع رأسه بجسده. ثم أمر بهانئ بن عروة المذحجي فضربت عنقه بسوق الغنم، و صلب بمكان من الكوفة يقال له الكناسة، فقال رجل شاعر في ذلك قصيدة:-

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظرى‌* * * إلى هانئ في السوق و ابن عقيل‌

أصابهما أمر الامام فأصبحا* * * أحاديث من يغشى بكل سبيل‌

[إلى بطل قد هشم السيف وجهه‌* * * و آخر يهوى في طمار قتيل‌

ترى جسدا قد غير الموت لونه‌* * * و نضح دم قد سال كلّ مسيل‌

فان أنتم لم تثأروا بأخيكم‌* * * فكونوا بغيا أرضيت بقليل‌

ثم إن ابن زياد قتل معهما أناسا آخرين،] [2] ثم بعث برءوسهما إلى يزيد بن معاوية إلى الشام، و كتب له كتابا صورة ما وقع من أمرهما و قد كان عبيد اللَّه قبل أن يخرج من البصرة بيوم خطب أهلها خطبة بليغة و وعظهم فيها و حذرهم و أنذرهم من الاختلاف و الفتنة و التفرق، و ذلك لما

رواه هشام بن الكلبي و أبو مخنف عن الصقعب بن زهير عن أبى عثمان النهدي. قال: بعث الحسين مع مولى له يقال له سلمان كتابا إلى أشراف أهل البصرة فيه: أما بعد فان اللَّه اصطفى محمدا على خلقه و أكرمه بنبوته، و اختاره لرسالته، ثم قبضه إليه و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به، و كنا أهله و أولياءه و ورثته و أحق الناس به و بمقامه‌


[1]، (2) سقط من المصرية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست