responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 158

في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا و كرهنا الفرقة، و أحببنا العافية، و نحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، و قد أحسنوا و أصلحوا، و تحروا الحق ف(رحمهم اللَّه) و غفر لنا و لهم، و قد بعثت إليكم بهذا الكتاب و أنا أدعوكم إلى كتاب اللَّه و سنة نبيه، فان السنة قد أميتت، و إن البدعة قد أحييت، فتسمعوا قولي و تطيعوا أمرى، فان فعلتم أهدكم سبيل الرشاد، و السلام عليكم و رحمة اللَّه.

و عندي في صحة هذا عن الحسين نظر، و الظاهر أنه مطرز بكلام مزيد من بعض رواة الشيعة. قال: فكل من قرأ ذلك من الأشراف كتمه إلا المنذر بن الجارود فإنه ظن أنه دسيسة من ابن زياد فجاء به إليه، فبعث خلف الرسول الّذي جاء به من حسين فضرب عنقه، و صعد عبيد اللَّه ابن زياد المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد فو اللَّه ما بى تقرن الصعبة، و ما يقعقع لي بالشنان، و إني لنكال لمن عاداني، و سهام لمن حاربني، أنصف «القارة» [1] من رماها، يا أهل البصرة إن أمير المؤمنين ولاني الكوفة و أنا غاد إليها الغداة، و قد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبى سفيان، و إياكم و الخلاف و الإرجاف، فو الّذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه و عريفه و وليه، و لآخذن الأدنى بالأقصى، حتى يستقيم لي الأمر، و لا يكن فيكم مخالف و لا مشاقق، أنا ابن زياد أشبهته من بين من وطئ الحصى، و لم يتنزعنى شبه خال و لا عم. ثم خرج من البصرة و معه مسلم ابن عمرو الباهلي فكان من أمره ما تقدم.

قال أبو مخنف عن الصقعب بن زهير عن عون بن جحيفة قال: كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة، و قتل يوم الأربعاء لتسع مضين من ذي الحجة، و ذلك يوم عرفة سنة ستين، و كان ذلك بعد مخرج الحسين من مكة قاصدا أرض العراق بيوم واحد، و كان خروج الحسين من المدينة إلى مكة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، و دخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فأقام بمكة بقية شعبان و رمضان و شوال و القعدة، و خرج من مكة لثمان مضين من ذي الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية [و في رواية ذكرها ابن جرير أن مسلم بن عقيل لما بكى قال له عبيد اللَّه بن عباس السلمي. إن من يطلب مثل ما تطلب لا يبكى إذ انزل به مثل الّذي نزل بك، قال: إني و اللَّه ما لنفسي أبكى، و ما لها من القتل أرثى، و إن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، و لكنني أبكى لأهلى المقبلين إلى الكوفة، أبكى الحسين و آل حسين، ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال: يا عبد اللَّه! إني و اللَّه أراك ستعجز عن أمانى، فهل عندك خير تستطيع أن تبعث رجلا على لساني يبلغ حسينا عنى رسالة؟ فانى لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم أو غدا هو و أهل بيته، و إن ما تراه من جزعي لذلك، فتقول له: إن ابن عقيل بعثني إليك و هو في أيدي القوم‌


[1] قبيلة معروفة بإصابة الرمي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست