responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 182

دعوا وابصة، ادن يا وابصة، مرتين أو ثلاثا، قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، فقال:

يا وابصة أخبرك أم تسألنى؟ فقلت: لا، بل أخبرنى: فقال، جئت تسأل عن البر و الإثم، فقلت:

نعم، فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري و يقول يا وابصة استفت قلبك و استفت نفسك (ثلاث مرات) البر ما اطمأنت اليه النفس، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، و إن أفتاك الناس و أفتوك‌

باب‌

ما أخبر به (صلى اللَّه عليه و سلم) من الكائنات المستقبلة في حياته و بعده فوقعت طبق ما أخبر به سواء بسواء

و هذا باب عظيم لا يمكن استقصاء جميع ما فيه لكثرتها، و لكن نحن نشير إلى طرف منها و باللَّه المستعان، و عليه التكلان، و لا حول و لا قوة إلا باللَّه العزيز الحكيم. و ذلك منتزع من القرآن و من الأحاديث، أما القرآن فقال تعالى في سورة المزمل- و هي من أوائل ما نزل بمكة- عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى‌ وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‌ و معلوم أن الجهاد لم يشرع إلا بالمدينة بعد الهجرة. و قال تعالى في سورة اقترب- و هي مكية- أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ و وقع هذا يوم بدر، و قد تلاها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو خارج من العريش و رماهم بقبضة من الحصباء فكان النصر و الظفر، و هذا مصداق ذاك* و قال تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ* ما أَغْنى‌ عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ* سَيَصْلى‌ ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ فأخبر أن عمه عبد العزى بن عبد المطلب الملقب بأبي لهب سيدخل النار هو و امرأته، فقدر اللَّه عز و جل أنهما ماتا على شركهما لم يسلما، حتى و لا ظاهرا، و هذا من دلائل النبوة الباهرة، و قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‌ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً و قال تعالى في سورة البقرة: وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‌ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا الآية، فأخبر أن جميع الخليقة لو اجتمعوا و تعاضدوا و تناصروا و تعاونوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في فصاحته و بلاغته، و حلاوته و إحكام أحكامه، و بيان حلاله و حرامه، و غير ذلك من وجوه إعجازه، لما استطاعوا ذلك، و لما قدروا عليه، و لا على عشر سور منه، بل و لا سورة، و أخبر أنهم لن يفعلوا ذلك أبدا، و لن لنفى التأبيد في المستقبل، و مثل هذا التحدي، و هذا القطع، و هذا الاخبار الجازم، لا يصدر إلا عن واثق بما يخبر به، عالم بما يقوله، قاطع أن أحدا لا يمكنه أن يعارضه، و لا يأتى بمثل ما جاء به عن ربه عز و جل، و قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست