responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 180

قوله تعالى‌ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ‌ و في الزبور صفة محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) بأنه ستنبسط نبوته و دعوته و تنفذ كلمته من البحر إلى البحر، و تأتيه الملوك من سائر الأقطار طائعين بالقرابين و الهدايا، و أنه يخلص المضطر، و يكشف الضر عن الأمم، و ينقذ الضعيف الّذي لا ناصر له، و يصلى عليه في كل وقت، و يبارك اللَّه عليه في كل يوم، و يدوم ذكره إلى الأبد. و هذا إنما ينطبق على محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)* و في صحف شعيا في كلام طويل فيه معاتبة لبني إسرائيل، و فيه فانى أبعث إليكم و إلى الأمم نبيا أميا ليس بفظ و لا غليظ القلب و لا سخاب في الأسواق، أسدده لكل جميل، و أهب له كل خلق كريم، ثم أجعل السكينة لباسه، و البر شعاره، و التقوى في ضميره، و الحكمة معقولة، و الوفاء طبيعته، و العدل سيرته، و الحق شريعته، و الهدى ملته، و الإسلام دينه، و القرآن كتابه، أحمد اسمه، أهدى به من الضلالة، و أرفع به بعد الخمالة، و أجمع به بعد الفرقة، و أؤلف به بين القلوب المختلفة، و أجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، قرا بينهم دماؤهم، أنا جيلهم في صدورهم، رهبانا بالليل، ليوثا بالنهار ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌ و في الفصل الخامس [1] من كلام شعيا:

يدوس الأمم كدوس البيادر، و ينزل البلاء بمشركي العرب، و ينهزمون قدامه* و في الفصل السادس و العشرين منه: ليفرح أرض البادية العطشى، و يعطى أحمد محاسن لبنان، و يرون جلال اللَّه بمهجته* و في صحف إلياس (عليه السلام): أنه خرج مع جماعة من أصحابه سائحا، فلما رأى العرب بأرض الحجاز قال لمن معه: انظروا إلى هؤلاء فإنهم هم الذين يملكون حصونكم العظيمة، فقالوا: يا نبي اللَّه فما الّذي يكون معبودهم؟ فقال: يعظمون رب العزة فوق كل رابية عالية* و من صحف حزقيل: إن عبدي خيرتي أنزل عليه و حيي، يظهر في الأمم عدلي، اخترته و اصطفيته لنفسي، و أرسلته إلى الأمم بأحكام صادقة* و من كتاب النبوات: أن نبيا من الأنبياء مرّ بالمدينة فأضافه بنو قريظة و النضير، فلما رآهم بكى، فقالوا له: ما الّذي يبكيك يا نبي اللَّه؟ فقال: نبي يبعثه اللَّه من الحرة، يخرب دياركم و يسبى حريمكم، قال: فأراد اليهود قتله فهرب منهم* و من كلام حزقيل (عليه السلام): يقول اللَّه: من قبل أن صورتك في الأحشاء قدستك و جعلتك نبيا، و أرسلتك إلى سائر الأمم* و في صحف شعيا أيضا، مثل مضروب لمكة شرفها اللَّه: افرحى يا عاقر بهذا الولد الّذي يهبه لك ربك، فان ببركته تتسع لك الأماكن، و تثبت أوتادك في الأرض و تعلو أبواب مساكنك، و يأتيك ملوك الأرض عن يمينك و شمالك بالهدايا و التقادم، و ولدك هذا يرث جميع الأمم، و يملك سائر المدن و الأقاليم، و لا تخافي و لا تحزني فما بقي يلحقك ضيم من عدو أبدا، و جميع أيام ترملك تنسيها* و هذا كله إنما حصل على يدي محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)* و إنما المراد بهذه العاقر مكة، ثم صارت كما ذكر


[1] في التيمورية «العاشر»

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست