responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 179

و كثرت ذريته، و جعلت من ذريته ماذماذ، يعنى محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم)، و جعلت في ذريته اثنا عشر إماما، و تكون له أمة عظيمة، و كذلك بشرت هاجر حين وضعها الخليل عند البيت فعطشت و حزنت على ولدها، و جاء الملك فأنبع زمزم، و أمرها بالاحتفاظ بهذا الولد، فإنه سيولد له منه عظيم، له ذرية عدد نجوم السماء* و معلوم أنه لم يولد من ذرية إسماعيل، بل من ذرية آدم، أعظم قدرا و لا أوسع جاها، و لا أعلى منزلة، و لا أجل منصبا، من محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، و هو الّذي استولت دولة أمته على المشارق و المغارب، و حكموا على سائر الأمم* و هكذا في قصة إسماعيل من السفر الأول: أن ولد إسماعيل تكون يده على كل الأمم، و كل الأمم تحت يده و بجميع مساكن إخوته يسكن، و هذا لم يكن لأحد يصدق على الطائفة إلا لمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم)* و أيضا في السفر الرابع في قصة موسى، أن اللَّه أوحى إلى موسى (عليه السلام): أن قل لبني إسرائيل: سأقيم لهم نبيا من أقاربهم مثلك يا موسى، و أجعل وحيي بفيه و إياه تسمعون* و في السفر الخامس- و هو سفر الميعاد- أن موسى (عليه السلام) خطب بنى إسرائيل في آخر عمره- و ذلك في السنة التاسعة و الثلاثين من سنى التيه- و ذكرهم بأيام اللَّه و أياديه عليهم، في آخر عمره- و ذلك في السنة التاسعة و الثلاثين من سنى التيه- و ذكرهم بأيام اللَّه و أياديه عليهم، و إحسانه إليهم، و قال لهم فيما قال: و اعلموا أن اللَّه سيبعث لكم نبيا من أقاربكم مثل ما أرسلنى إليكم، يأمركم بالمعروف، و ينهاكم عن المنكر، و يحل لكم الطيبات، و يحرم عليكم الخبائث، فمن عصاه فله الخزي في الدنيا، و العذاب في الآخرة* و أيضا في آخر السفر الخامس و هو آخر التوراة التي بأيديهم: جاء اللَّه من طور سيناء، و أشرق من ساعير، و استعلن من جبال فاران: و ظهر من ربوات قدسه، عن يمينه نور، و عن شماله نار، عليه تجتمع الشعوب. أي جاء أمر اللَّه و شرعه من طور سيناء- و هو الجبل الّذي كلم اللَّه موسى (عليه السلام) عنده- و أشرق من ساعير و هي جبال بيت المقدس- المحلة التي كان بها عيسى بن مريم (عليه السلام)- و استعلن أي ظهر و علا أمره من جبال فاران، و هي جبال الحجاز بلا خلاف، و لم يكن ذلك إلا على لسان محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)* فذكر تعالى هذه الأماكن الثلاثة على الترتيب الوقوعي، ذكر محلة موسى، ثم عيسى، ثم بلد محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، و لما أقسم تعالى بهذه الأماكن الثلاثة ذكر الفاضل أولا، ثم الأفضل منه، ثم الأفضل منه، على قاعدة القسم فقال تعالى: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ‌ و المراد بها محلة بيت المقدس حيث كان عيسى (عليه السلام)‌ وَ طُورِ سِينِينَ‌ و هو الجبل الّذي كلم اللَّه عليه موسى‌ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ‌ و هو البلد الّذي ابتعث منه محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم)* قاله غير واحد من المفسرين في تفسير هذه الآيات الكريمات* و في زبور داود (عليه السلام) صفة هذه الأمة بالجهاد و العبادة، و فيه مثل ضربه لمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، بأنه ختام القبة المبنية،

كما ورد به الحديث في الصحيحين: «مثلي و مثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارا فأكملها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطيفون بها و يقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟»

و مصداق ذلك أيضا في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست