نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 219
المدينة بعد أن فرغ من خيبر و وادي القرى و غنمه اللَّه عز و جل.
قال الواقدي: حدثني يعقوب بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبى صعصعة عن الحارث ابن عبد اللَّه بن كعب عن أم عمارة قالت سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بالجرف و هو يقول: «لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء» قالت فذهب رجل من الحي فطرق أهله فوجد ما يكره، فخلى سبيلها و لم يهجر و ضن بزوجته أن يفارقها و كان له منها أولاد و كان يحبها، فعصى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فرأى ما يكره.
فصل
ثبت في الصحيحين أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما افتتح خيبر عامل يهودها عليها على شطر ما يخرج منها من تمر أو زرع. و قد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث على أن يعملوها من أموالها، و في بعضها و قال لهم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «نقركم ما شئنا».
و في السنن أنه كان يبعث عليهم عبد اللَّه بن رواحة يخرصها عليهم عند استواء ثمارها ثم يضمنهم إياه، فلما قتل عبد اللَّه بن رواحة بمؤتة بعث جبار بن صخر كما تقدم. و موضع تحرير ألفاظه و بيان طرقه كتاب المزارعة من كتاب الأحكام إن شاء اللَّه و به الثقة.
و قال محمد بن إسحاق: سألت ابن شهاب كيف أعطى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يهود خيبر نخلهم؟
فأخبرني أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) افتتح خيبر عنوة بعد القتال و كانت خيبر مما أفاء اللَّه عليه، خمسها و قسمها بين المسلمين و نزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال، فدعاهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال:
«إن شئتم دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها و تكون ثمارها بيننا و بينكم فأقركم ما أقركم اللَّه»
فقبلوا و كانوا على ذلك يعملونها، و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يبعث عبد اللَّه بن رواحة فيقسم ثمرها و يعدل عليهم في الخرص، فلما توفى اللَّه نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أقرها أبو بكر بأيديهم على المعاملة التي عاملهم عليها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى توفى، ثم أقرهم عمر بن الخطاب صدرا من إمارته، ثم
بلغ عمر أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال في وجعه الّذي قبضه اللَّه فيه «لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان» ففحص عمر عن ذلك حتى بلغه الثبت، فأرسل الى يهود فقال: إن اللَّه أذن لي في إجلائكم. و قد بلغني أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «لا يجتمعن في جزيرة العرب دينان» فمن كان عنده عهد من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فليأتني به أنفذه له، و من لم يكن عنده عهد فلينجهز للجلاء، فأجلى عمر من لم يكن عنده عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)،
قلت: قد ادعى يهود خيبر في أزمان متأخرة بعد الثلاثمائة أن بأيديهم كتابا من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيه أنه وضع الجزية عنهم، و قد اغتر بهذا الكتاب بعض العلماء حتى قال بإسقاط الجزية عنهم، من الشافعية الشيخ أبو على بن خيرون و هو كتاب مزور مكذوب مفتعل لا أصل له، و قد بينت بطلانه من وجوه عديدة في كتاب مفرد، و قد تعرض لذكره و إبطاله جماعة من الأصحاب في كتبهم كابن
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 219