responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 99

غالب على أمره. فذكر قصة الطفيل بن عمرو الدوسيّ مرسلة، و كان سيدا مطاعا شريفا في دوس، و كان قد قدم مكة فاجتمع به أشراف قريش و حذروه من رسول اللَّه و نهوه أن يجتمع به أو يسمع كلامه، قال فو اللَّه ما زالوا بى حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا و لا أكلمه، حتى حشوت أذنى حين غدوت إلى المسجد كرسفا [1] فرقا من أن يبلغني شي‌ء من قوله و أنا لا أريد أن أسمعه. قال فغدوت الى المسجد فإذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قائم يصلى عند الكعبة، قال فقمت منه قريبا فأبى اللَّه إلا أن يسمعني بعض قوله، قال فسمعت كلاما حسنا، قال فقلت في نفسي وا ثكل أمى و اللَّه إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فان كان الّذي يأتى به حسنا قبلته، و إن كان قبيحا تركته. قال: فمكثت حتى انصرف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى بيته دخلت عليه فقلت: يا محمد إن قومك قالوا لي كذا و كذا- الّذي قالوا- قال فو اللَّه ما برحوا بى يخوفوننى أمرك حتى سددت أذنى بكرسف لئلا اسمع قولك، ثم أبى اللَّه إلا أن يسمعني قولك فسمعت قولا حسنا، فاعرض على أمرك: قال فعرض عليّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الإسلام و تلا عليّ القرآن فلا و اللَّه ما سمعت قولا قط أحسن منه، و لا أمرا أعدل منه. قال فأسلمت و شهدت شهادة الحق و

قلت: يا نبي اللَّه إني امرؤ مطاع في قومي، و إني راجع اليهم و داعيهم إلى الإسلام فادع اللَّه أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم اليه. قال فقال: «اللَّهمّ اجعل له آية»

قال فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر، وقع بين عيني نور مثل المصباح. قال فقلت: اللَّهمّ في غير وجهي فانى أخشى أن يظنوا بها مثلة وقعت في وجهي لفراقى دينهم، قال فتحول فوقع في رأس سوطي قال فجعل الحاضرون يتراءون ذلك النور في رأس سوطي كالقنديل المعلق و أنا أتهبط عليهم من الثنية حتى جئتهم فأصبحت فيهم، فلما نزلت أتانى أبى- و كان شيخا كبيرا- فقلت: إليك عنى- يا أبة فلست منك و لست منى، قال و لم يا بنى؟ قال قلت أسلمت و تابعت دين محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم). قال: أي بنى فدينك ديني. فقلت فاذهب فاغتسل و طهر ثيابك ثم ائتني حتى أعلمك مما علمت. قال فذهب فاغتسل و طهر ثيابه، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم، قال ثم أتتنى صاحبتي فقلت إليك عنى فلست منك و لست منى. قالت: و لم؟ بأبي أنت و أمى. قال قلت فرق بيني و بينك الإسلام، و تابعت دين محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم). قالت فديني دينك. قال: فقلت فاذهبي إلى حمى ذي الشري فتطهري منه، و كان ذو الشري صنما لدوس و كان الحمى حمى حموه حوله به وشل من ماء يهبط من جبل. قالت: بابي أنت و أمى أ تخشى على الصبية من ذي الشري شيئا؟ قلت لا، أنا ضامن لذلك. قال فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطئوا على،

ثم جئت رسول‌


[1] الكرسف هو القطن كذا في هامش الحلبية و القاموس.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست