نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 100
اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمكة. فقلت: يا رسول اللَّه إنه قد غلبني على دوس الزنا فادع اللَّه عليهم. قال: «اللَّهمّ أهد دوسا، ارجع إلى قومك فادعهم و ارفق بهم».
قال فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة و مضى بدر و أحد و الخندق، ثم قدمت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمن أسلم معى من قومي و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين- أو ثمانين بيتا- من دوس فلحقنا برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين. ثم لم أزل مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى فتح اللَّه عليه مكة. فقلت: يا رسول اللَّه ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه. قال ابن إسحاق: فخرج اليه فجعل الطفيل و هو يوقد عليه النار يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا* * * ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا
قال ثم رجع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فكان معه بالمدينة حتى قبض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فلما ارتدت العرب خرج الطفيل مع المسلمين فسار معهم حتى فرغوا من طليحة و من أرض نجد كلها، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة و معه ابنه عمرو بن الطفيل، فرأى رؤيا و هو متوجه إلى اليمامة فقال لأصحابه إني قد رأيت رؤيا فاعبروها لي، رأيت أن رأسي حلق و أنه خرج من فمي طائر، و أنه لقيتني امرأة فأدخلتني في فرجها و أرى ابني يطلبني طلبا حثيثا ثم رأيته حبس عنى؟ قالوا: خيرا قال: أما أنا و اللَّه فقد أولتها، قالوا ما ذا؟ قال أما حلق رأسي فوضعه، و أما الطائر الّذي خرج منه فروحى، و أما المرأة التي أدخلتنى في فرجها فالأرض تحفر لي فاغيب فيها. و أما طلب ابني إياي ثم حبسه عنى فانى أراه سيجتهد أن يصيبه ما أصابنى. فقتل (رحمه اللَّه) تعالى شهيدا باليمامة و جرح ابنه جراحة شديدة، ثم استبل منها ثم قتل عام اليرموك زمن عمر شهيدا (رحمه اللَّه). هكذا ذكر محمد بن إسحاق قصة الطفيل بن عمرو مرسلة بلا اسناد. و لخبره شاهد في الحديث الصحيح.
قال الامام احمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة. قال: لما قدم الطفيل و أصحابه على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال إن دوسا قد استعصت قال: «اللَّهمّ اهد دوسا و ائت بهم» رواه البخاري عن أبى نعيم عن سفيان الثوري.
و قال الامام احمد حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه. قال: قدم الطفيل بن عمرو الدوسيّ و أصحابه فقالوا يا رسول اللَّه إن دوسا قد عصت و أبت فادع اللَّه عليها.
قال أبو هريرة فرفع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يديه فقلت هلكت دوس. فقال: «اللَّهمّ اهد دوسا، و ائت بهم» اسناد جيد و لم يخرجوه.
و قال الامام احمد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبى الزبير عن جابر. أن الطفيل بن عمرو الدوسيّ أتى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: يا رسول اللَّه هل لك في حصن حصين و منعة؟- قال حصن كان لدوس في الجاهلية- فأبى ذلك
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 100