من الأكرمين من لؤيّ بن غالب* * * إذا سيم خسفا وجهه يتربد
طويل النجاد خارج نصف ساقه* * * على وجهه يسقى الغمام و يسعد
عظيم الرماد سيد و ابن سيد* * * يحض على مقرى الضيوف و يحشد
و يبنى لأبناء العشيرة صالحا* * * إذا نحن طفنا في البلاد و يمهد
ألظ بهذا الصلح كل مبرأ* * * عظيم اللواء أمره ثمّ يحمد
قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا* * * على مهل و سائر الناس رقّد
هم رجعوا سهل بن بيضاء راضيا* * * و سر أبو بكر بها و محمد
متى شرك الأقوام في حل أمرنا* * * و كنّا قديما قبلها نتودد
و كنّا قديما لا نقر ظلامة* * * و ندرك ما شئنا و لا نتشدد
فيال قصي هل لكم في نفوسكم* * * و هل لكم فيما يجيء به غد
فانى و إياكم كما قال قائل* * * لديك البيان لو تكلمت أسود
[ [1] قال السهيليّ: أسود اسم جبل قتل به قتيل و لم يعرف قاتله فقال أولياء المقتول لديك البيان لو تكلمت أسود، أي يا أسود لو تكلمت لا بنت لنا عمن قتله].
ثم ذكر ابن إسحاق شعر حسان يمدح المطعم بن عدي و هشام بن عمرو لقيامهما في نقض الصحيفة الظالمة الفاجرة الغاشمة. و قد ذكر الأموي هاهنا أشعارا كثيرة اكتفينا بما أورده ابن إسحاق.
و قال الواقدي: سألت محمد بن صالح و عبد الرحمن بن عبد العزيز متى خرج بنو هاشم من الشعب؟
قالا: في السنة العاشرة- يعنى من البعثة- قبل الهجرة بثلاث سنين.
قلت: و في هذه السنة بعد خروجهم توفى أبو طالب عم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و زوجته خديجة بنت خويلد رضى اللَّه عنها كما سيأتي بيان ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
فصل
و قد ذكر محمد بن إسحاق (رحمه اللَّه) بعد إبطال الصحيفة قصصا كثيرة تتضمن نصب عداوة قريش لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و تنفير أحياء العرب و القادمين إلى مكة لحج أو عمرة أو غير ذلك منه، و إظهار اللَّه المعجزات على يديه دلالة على صدقه فيما جاءهم به من البينات و الهدى، و تكذيبنا لهم فيما يرمونه من البغي و العدوان و المكر و الخداع، و يرمونه من الجنون و السحر و الكهانة و التقول، و اللَّه