نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 97
و قام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها فوجد الارضة قد أكلتها إلا باسمك اللَّهمّ، و كان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة فشلت يده فيما يزعمون.
قال ابن هشام: و ذكر بعض أهل العلم أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال لأبي طالب: «يا عم إن اللَّه قد سلط الارضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسما هو للَّه إلا أثبتته فيها، و نفت منها الظلم و القطيعة و البهتان». فقال أ ربك أخبرك بهذا؟ قال «نعم»! قال فو اللَّه ما يدخل عليك أحد، ثم خرج إلى قريش فقال: يا معشر قريش إن ابن أخى قد أخبرنى بكذا و كذا فهلم صحيفتكم فان كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا و انزلوا عنها، و إن كان كاذبا دفعت إليكم ابن أخى. فقال القوم: قد رضينا فتعاقدوا على ذلك ثم نظروا فإذا هي كما قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فزادهم ذلك شرا فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا.
قال ابن إسحاق: فلما مزقت و بطل ما فيها قال أبو طالب فيما كان من أمر أولئك القوم الذين قاموا في نقض الصحيفة يمدحهم:
ألا هل أتى بحريّنا [1] صنع ربنا* * * على نأيهم و اللَّه بالناس أرود
فيخبرهم أن الصحيفة مزقت* * * و أن كل ما لم يرضه اللَّه مفسد
تراوحها إفك و سحر مجمّع* * * و لم يلف سحرا آخر الدهر يصعد
تداعى لها من ليس فيها بقرقر* * * فطائرها في رأسها يتردد
و كانت كفاء وقعة بأثيمة* * * ليقطع منها ساعد و مقلد
و يظعن أهل المكتين فيهربوا* * * فرائصهم من خشية الشر ترعد
و يترك حراث يقلب أمره* * * أيتهم فيها عند ذاك و ينجد
[و تصعد بين الاخشبين كتيبة* * * لها حدج سهم و قوس و مرهد]
فمن ينش من حضّار مكة عزة* * * فعزتنا في بطن مكة أتلد
نشأنا بها و الناس فيها قلائل* * * فلم ننفكك نزداد خيرا و نحمد
و نطعم حتى يترك الناس فضلهم* * * إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد
جزى اللَّه رهطا بالحجون تجمعوا* * * على ملاء يهدى لحزم و يرشد
قعودا لذي حطم الحجون كأنهم* * * مقاولة بل هم أعز و أمجد
أعان عليها كل صقر كأنه* * * إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد
[1] قال السهيليّ: بحرينا يعنى الذين بأرض الحبشة، نسبهم إلى البحر لركوبهم إياه. و شرح الألفاظ الغريبة لهذا القصيدة و قد قابلناها على شرح غريب السيرة للخشنى.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 97