responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 92

كنا نسلم على النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو يصلى فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول اللَّه إنا كنا نسلم عليك فترد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي لم ترد علينا؟

«قال إن في الصلاة شغلا»

و قد روى البخاري أيضا و مسلم و أبو داود و النسائي من طرق أخر عن سليمان بن مهران عن الأعمش به، و هو يقوى تأويل من تأول حديث زيد بن أرقم الثابت في الصحيحين كنا نتكلم في الصلاة حتى نزل قوله‌ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ‌ فأمرنا بالسكوت و نهينا عن الكلام. على أن المراد جنس الصحابة فان زيدا أنصارى مدني، و تحريم الكلام في الصلاة ثبت بمكة، فتعين الحمل على ما تقدم. و أما ذكره الآية و هي مدنية فمشكل و لعله اعتقد أنها المحرمة لذلك و انما كان المحرم له غيرها معها و اللَّه أعلم.

قال ابن إسحاق: و كان ممن دخل معهم بجوار، عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، و أبو سلمة بن عبد الأسد في جوار خاله أبى طالب فان أمه برة بنت عبد المطلب. فاما عثمان بن مظعون فان صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثني عمن حدثه عن عثمان. قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من البلاء و هو يروح و يغدو في أمان من الوليد ابن المغيرة قال و اللَّه ان غدوي و رواحي في جوار رجل من أهل الشرك و أصحابى و أهل ديني يلقون من البلاء و الأذى في اللَّه ما لا يصيبني لنقص كثير في نفسي، فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له يا أبا عبد شمس وفت ذمتك و قد رددت إليك جوارك. قال لم يا ابن أخى؟ لعله آذاك أحد من قومي قال لا و لكنى أرضى بجوار اللَّه عز و جل، و لا أريد أن أستجير بغيره. قال فانطلق الى المسجد فاردد على جواري علانية كما أجرتك علانية. قال فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد بن المغيرة: هذا عثمان قد جاء يرد على جواري. قال صدق قد وجدته و فيا كريم الجوار و لكنى قد أحببت أن لا أستجير بغير اللَّه فقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان رضى اللَّه عنه و لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان فقال لبيد:

ألا كل شي‌ء ما خلا اللَّه باطل‌

فقال عثمان: صدقت. فقال لبيد:

و كل نعيم لا محالة زائل‌

فقال عثمان: كذبت نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: يا معشر قريش و اللَّه ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: ان هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى شرى أمرهما فقام اليه ذلك الرجل و لطم عينه فحضرها و الوليد ابن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان. فقال: و اللَّه يا ابن أخى ان كانت عينك عما أصابها لغنية، و لقد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست