responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 84

و السلام على من اتبع الهدى.

فكتب النجاشي إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): بسم اللَّه الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول اللَّه من النجاشي الأصحم بن أبجر سلام عليك يا نبي اللَّه من اللَّه و رحمة اللَّه و بركاته لا إله إلا هو الّذي هداني إلى الإسلام فقد بلغني كتابك يا رسول اللَّه فيما ذكرت من أمر عيسى، فو رب السماء و الأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت، و قد عرفنا ما بعثت به إلينا و قرينا ابن عمك و أصحابه فاشهد أنك رسول اللَّه صادقا و مصدقا و قد بايعتك و بايعت ابن عمك و أسلمت على يديه للَّه رب العالمين، و قد بعثت إليك يا نبي اللَّه باريحا بن الأصحم بن أبجر فانى لا أملك إلا نفسي و إن شئت أن آتيك فعلت يا رسول اللَّه، فانى أشهد أن ما تقول حق.

فصل‌

في ذكر مخالفة قبائل قريش بنى هاشم و بنى عبد المطلب في نصر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و تحالفهم فيما بينهم عليهم، على أن لا يبايعوهم و لا يناكحوهم حتى يسلموا اليهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و حصرهم إياهم في شعب أبى طالب مدة طويلة، و كتابتهم بذلك صحيفة ظالمة فاجرة، و ما ظهر في ذلك كله من آيات النبوة و دلائل الصدق.

قال موسى بن عقبة عن الزهري: ثم إن المشركين اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين الجهد، و اشتد عليهم البلاء، و جمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) علانية.

فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بنى عبد المطلب و أمرهم أن يدخلوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) شعبهم، و أمرهم أن يمنعوه ممن أرادوا قتله. فاجتمع على ذلك مسلمهم و كافرهم، فمنهم من فعله حمية، و منهم من فعله إيمانا و يقينا. فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و أجمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش فاجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم و لا يبايعوهم و لا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) للقتل، و كتبوا في مكرهم صحيفة و عهودا و مواثيق لا يقبلوا من بنى هاشم صلحا أبدا و لا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل. فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين، و اشتد عليهم البلاء و الجهد و قطعوا عنهم الأسواق فلا يتركوا لهم طعاما يقدم مكة و لا بيعا إلا بادروهم اليه فاشتروه يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فاضطجع على فراشه حتى يرى ذلك من أراد به مكرا و اغتيالا له، فإذا نام الناس أمرا أحد بنيه أو إخوته أو بنى عمه فاضطجعوا على فراش رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يأتى بعض فرشهم فينام عليه، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بنى عبد مناف و من قصي و رجال من سواهم من قريش قد ولدتهم نساء من بنى هاشم، و رأوا أنهم قد قطعوا الرحم و استخفوا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست