responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 85

بالحق، و اجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر و البراءة منه، و بعث اللَّه على صحيفتهم الارضة فلحست كلما كان فيها من عهد و ميثاق. و يقال كانت معلقة في سقف البيت فلم تترك اسما للَّه فيها إلا لحسته، و بقي ما كان فيها من شرك و ظلم و قطيعة رحم، و أطلع اللَّه عز و جل رسوله على الّذي صنع بصحيفتهم فذكر ذلك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لأبي طالب. فقال أبو طالب: لا و الثواقب ما كذبني فانطلق يمشى بعصابته من بنى عبد المطلب حتى أتى المسجد و هو حافل من قريش، فلما رأوهم عامدين لجماعتهم أنكروا ذلك و ظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء فاتوهم ليعطوهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). فتكلم أبو طالب فقال قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم، فاتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها فعله أن يكون بيننا و بينكم صلح، و إنما قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها. فاتوا بصحيفتهم معجبين بها لا يشكون أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مدفوعا اليهم فوضعوها بينهم. و قالوا: قد آن لكم أن تقبلوا و ترجعوا إلى أمر يجمع قومكم فإنما قطع بيننا و بينكم رجل واحد جعلتموه خطرا لهلكة قومكم و عشيرتكم و فسادهم. فقالوا أبو طالب: إنما أتيتكم لاعطيكم أمرا لكم فيه نصف، إن ابن أخى أخبرنى- و لم يكذبني- إن اللَّه بري‌ء من هذه الصحيفة التي في أيديكم و محا كل اسم هو له فيها و ترك فيها غدركم و قطيعتكم إيانا و تظاهركم علينا بالظلم. فان كان الحديث الّذي قال ابن أخى كما قال فافيقوا فو اللَّه لا نسلمه أبدا حتى يموت من عندنا آخرنا، و إن كان الّذي قال باطلا دفعناه إليكم فقتلتموه أو استحييتم. قالوا: قد رضينا بالذي تقول ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد أخبر خبرها، فلما رأتها قريش كالذي قال أبو طالب قالوا و اللَّه إن كان هذا قط إلا سحر من صاحبكم فارتكسوا و عادوا بشر ما كانوا عليه من كفرهم، و الشدة على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و القيام على رهطه بما تعاهدوا عليه. فقال أولئك النفر من بنى عبد المطلب: إن أولى بالكذب و السحر غيرنا فكيف ترون فانا نعلم إن الّذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت و السحر من أمرنا، و لو لا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد صحيفتكم و هي في أيديكم طمس ما كان فيها من اسمه و ما كان فيها من بغى تركه أ فنحن السحرة أم أنتم؟ فقال عند ذلك النفر من بنى عبد مناف و بنى قصي و رجال من قريش ولدتهم نساء من بنى هاشم منهم أبو البختري و المطعم بن عدي و زهير بن أبى أمية بن المغيرة و زمعة بن الأسود و هشام بن عمرو و كانت الصحيفة عنده و هو من بنى عامر بن لؤيّ- في رجال من اشرافهم و وجوههم: نحن برءاء مما في هذه الصحيفة. فقال أبو جهل لعنه اللَّه: هذا أمر قضى بليل و أنشأ أبو طالب يقول الشعر في شأن صحيفتهم و يمدح النفر الذين تبرءوا منها و نقضوا ما كان فيها من عهد و يمتدح النجاشي.

قال البيهقي: و هكذا روى شيخنا أبو عبد اللَّه الحافظ- يعنى من طريق ابن لهيعة عن أبى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست