responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 83

فصل‌

قال البيهقي في الدلائل: باب ما جاء في كتاب النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى النجاشي، ثم روى عن الحاكم عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس عن ابن إسحاق. قال: هذا كتاب من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى النجاشي [1] الأصحم عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، و آمن باللَّه و رسوله و شهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و أن محمدا عبده و رسوله، و أدعوك بدعاية اللَّه فانى أنا رسوله فأسلم تسلم‌ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‌ فان أبيت فعليك إثم النصارى من قومك.

هكذا ذكره البيهقي بعد قصة هجرة الحبشة و في ذكره هاهنا نظر، فان الظاهر أن هذا الكتاب انما هو إلى النجاشي الّذي كان بعد المسلم صاحب جعفر و أصحابه، و ذلك حين كتب الى ملوك الأرض يدعوهم إلى اللَّه عز و جل قبيل الفتح كما كتب الى هرقل عظيم الروم قيصر الشام، و إلى كسرى ملك الفرس، و الى صاحب مصر، و إلى النجاشي. قال الزهري: كانت كتب النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) اليهم واحدة، يعنى نسخة واحدة، و كلها فيها هذه الآية و هي من سورة آل عمران، و هي مدنية بلا خلاف فإنه من صدر السورة، و قد نزل ثلاث و ثمانون آية من أولها في وفد نجران كما قررنا ذلك في التفسير و للَّه الحمد و المنة، فهذا الكتاب إلى الثاني لا إلى الأول، و قوله فيه إلى النجاشي الأصحم لعل الأصحم مقحم من الراويّ بحسب ما فهم و اللَّه أعلم.

و أنسب من هذا هاهنا ما

ذكره البيهقي أيضا عن الحاكم عن أبى الحسن محمد بن عبد اللَّه الفقيه- بمرو- حدثنا حماد بن احمد حدثنا محمد بن حميد حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق.

قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمرو بن أمية الضمريّ إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبى طالب و أصحابه و كتب معه كتابا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللَّه إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، سلام عليك، فانى احمد إليك اللَّه الملك القدوس المؤمن المهيمن، و أشهد أن عيسى روح اللَّه و كلمته ألقاها إلى مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فحلقه من روحه و نفخته كما خلق آدم بيده و نفخه، و إني أدعوك إلى اللَّه وحده لا شريك له و الموالاة على طاعته و أن تتبعني فتؤمن بى و بالذي جاءني فانى رسول اللَّه و قد بعثت إليك ابن عمى جعفرا و معه نفر من المسلمين، فإذا جاءوك فاقرهم و دع التجبر فانى أدعوك و جنودك إلى اللَّه عز و جل، و قد بلغت و نصحت فاقبلوا نصيحتي،


[1] في المصرية: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول اللَّه الى إلخ و قوله الأصحم كذا في الأصلين و تقدم في ص 77 أنه أصحمة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست