responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 82

محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم)؟ قال فو اللَّه ما راجعه حتى قام يجر رداءه و اتبعه عمر و اتبعته أنا حتى قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش- و هم في أنديتهم حول الكعبة- ألا إن ابن الخطاب قد صبا.

قال يقول عمر من خلفه كذب و لكنى قد أسلمت و شهدت أن لا إله إلا اللَّه و ان محمدا رسول اللَّه و ثاروا اليه فما برح يقاتلهم و يقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم. قال و طلح [1] فقعد و قاموا على رأسه و هو يقول: افعلوا ما بدا لكم فاحلف باللَّه ان لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا. قال فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة و قميص موشى حتى وقف عليهم فقال ما شأنكم؟ فقالوا صبأ عمر، قال فمه؟ رجل اختار لنفسه امرا فما ذا تريدون؟ أ ترون بنى عدي يسلمون لكم صاحبهم هكذا؟ خلوا عن الرجل. قال فو اللَّه لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه. قال فقلت لأبى بعد أن هاجر الى المدينة: يا أبة من الرجل الّذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت و هم يقاتلونك؟

قال: ذاك أي بنى العاص بن وائل السهمي، و هذا اسناد جيد قوى، و هو يدل على تأخر إسلام عمر لأن ابن عمر عرض يوم أحد و هو ابن أربع عشرة سنة و كانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة و قد كان مميزا يوم أسلم أبوه، فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين، و ذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين و اللَّه أعلم.

و قال البيهقي: حدثنا الحاكم أخبرنا الأصم أخبرنا احمد بن عبد الجبار حدثنا يونس عن ابن إسحاق. قال ثم قدم على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عشرون رجلا و هو بمكة- أو قريب من ذلك- من النصارى حين ظهر خبره من أرض الحبشة فوجدوه في المجلس، فكلموه و سألوه و رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة فلما فرغوا من مساءلتهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عما أرادوا، دعاهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى اللَّه عز و جل و تلا عليهم القرآن، فلما سمعوا فاضت أعينهم من الدمع ثم استجابوا له و آمنوا به و صدقوه و عرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره، فلما قاموا من عنده اعترضهم أبو جهل في نفر من قريش فقال: خيبكم اللَّه من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم فتأتونهم بخبر الرجل، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم و صدقتموه بما قال لكم، ما نعلم ركبا أحمق منكم- أو كما قال- قالوا لهم: لا نجاهلكم سلام عليكم لنا أعمالنا و لكم أعمالكم لا نألون أنفسنا خيرا. فيقال إن النفر من نصارى نجران، و اللَّه أعلم أي ذلك كان. و يقال و اللَّه أعلم أن فيهم نزلت هذه الآيات: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَ إِذا يُتْلى‌ عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ، أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ‌.


[1] و طلح: أي أعيى كذا في النهاية في تفسيره هذا الخبر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست