responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 81

فقال ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فو اللَّه ما أرى أن تنتهي حتى ينزل اللَّه بك قارعة، فقال عمر يا رسول اللَّه جئتك لأومن باللَّه و رسوله و بما جاء من عند اللَّه، قال فكبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تكبيرة فعرف أهل البيت أن عمر قد أسلم، فتفرق أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من مكانهم و قد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة و علموا أنهما سيمنعان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و ينتصفون بهما من عدوهم‌

قال ابن إسحاق فهذا حديث الرواة من أهل المدينة عن إسلام عمر حين أسلم رضى اللَّه عنه.

قال ابن إسحاق: و حدثنى عبد اللَّه بن أبى نجيح المكيّ عن أصحابه عطاء و مجاهد و عمن روى ذلك: أن إسلام عمر فيما تحدثوا به عنه أنه كان يقول كنت للإسلام مباعدا و كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها و أشربها، و كان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك فلم أجد فيه منهم أحدا فقلت لو أنى جئت فلانا الخمار لعلى أجد عنده خمرا فاشرب منها، فخرجت فجئته فلم أجده قال فقلت لو انى جئت الكعبة فطفت سبعا أو سبعين، قال فجئت المسجد فإذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قائم يصلى، و كان إذا صلّى استقبل الشام و جعل الكعبة بينه و بين الشام و كان مصلاه بين الركنين الأسود و اليماني، قال فقلت حين رأيته و اللَّه لو انى استمعت لمحمد الليلة حتى اسمع ما يقول فقلت لئن دنوت منه لاستمع منه لاروعنه. فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشى رويدا و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قائم يصلى يقرأ القرآن، حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني و بينه إلا ثياب الكعبة. قال: فلما سمعت القرآن رق له قلبي و بكيت و دخلني الإسلام، فلم أزل في مكاني قائما حتى قضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) صلاته ثم انصرف و كان إذا انصرف خرج على دار ابن أبى حسين- و كان مسكنه في الدار الرقطاء التي كانت بيده معاوية-. قال عمر:

فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس و دار ابن أزهر أدركته، فلما سمع حسي عرفني فظن أنى انما اتبعته لاوذيه، فنهمنى [1] ثم قال ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة؟ قال قلت جئت لأومن باللَّه و برسوله و بما جاء من عند اللَّه. قال فحمد اللَّه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثم قال: «قد هداك اللَّه يا عمر» ثم مسح صدري و دعا لي بالثبات ثم انصرفت و دخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بيته. قال ابن إسحاق فاللَّه أعلم أي ذلك كان.

قلت: و قد استقصيت كيفية إسلام عمر رضى اللَّه عنه و ما ورد في ذلك من الأحاديث و الآثار مطولا في أول سيرته التي أفردتها على حدة و للَّه الحمد و المنة.

قال ابن إسحاق و حدثني نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر. قال: لما أسلم عمر قال: أي قريش انقل للحديث؟ فقيل له جميل بن معمر الجمحيّ فغدا عليه، قال عبد اللَّه و غدوت أتبع أثره و انظر ما يفعل- و أنا غلام أعقل كلما رأيت- حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل انى أسلمت و دخلت في دين‌


[1] النهم: الزجر و النهيم زجر الأسد. حكاه السهيليّ.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست