responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 58

تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و تعبد اللات و العزى فيقول:- و هو في ذلك- أحد أحد.

قال ابن إسحاق: فحدثني هشام بن عروة عن أبيه قال‌ كان ورقة بن نوفل يمر به و هو يعذب لذلك و هو يقول أحد أحد، فيقول أحد أحد و اللَّه يا بلال، ثم يقبل على أمية بن خلف و من يصنع ذلك به من بنى جمح فيقول: أحلف باللَّه لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا.

قلت: قد استشكل بعضهم هذا من جهة أن ورقة توفى بعد البعثة في فترة الوحي، و إسلام من أسلم إنما كان بعد نزول‌ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فكيف يمر ورقة ببلال، و هو يعذب و فيه نظر. ثم ذكر ابن إسحاق مرور أبى بكر ببلال و هو يعذب، فاشتراه من أمية بعبد له أسود فأعتقه و أراحه من العذاب و ذكر مشتراه لجماعة ممن أسلم من العبيد و الإماء، منهم بلال، و عامر بن فهيرة، و أم عميس [1] التي أصيب بصرها ثم رده اللَّه تعالى لها، و النهدية و ابنتها اشتراها من بنى عبد الدار بعثتهما سيدتهما تطحنان لها فسمعها و هي تقول لهما: و اللَّه لا أعتقكما أبدا فقال أبو بكر: حل يا أم فلان، فقالت حل أنت أفسدتهما فاعتقهما. قال فبكم هما؟ قالت بكذا و كذا. قال قد أخذتهما و هما حرتان، أرجعا اليها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده اليها؟ قال: ذلك إن شئتما. و اشترى جارية بنى مؤمل- حي من بنى عدي- كان عمر يضربها على الإسلام. قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن عبد اللَّه بن أبى عتيق عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير عن بعض أهله. قال قال أبو قحافة لابنه أبى بكر: يا بنى إني أراك تعتق ضعافا، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلداء يمنعونك و يقومون دونك؟ قال فقال أبو بكر: يا أبة إني إنما أريد ما أريد. قال: فتحدث أنه ما أنزل هؤلاء الآيات إلا فيه و فيما قال أبوه‌ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‌ وَ اتَّقى‌ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‌ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‌ إلى آخر السورة و قد تقدم ما رواه الامام احمد و ابن ماجة من حديث عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود. قال أول من أظهر الإسلام سبعة، رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أبو بكر، و عمار، و أمه سمية، و صهيب، و بلال، و المقداد فاما رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فمنعه اللَّه بعمه، و أبو بكر منعه اللَّه بقومه، و أما سائرهم فأخذهم المشركون فالبسوهم أدرع الحديد و صهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا و قد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في اللَّه تعالى، و هان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة و هو يقول: أحد أحد. و رواه الثوري عن منصور عن مجاهد مرسلا.

قال ابن إسحاق: و كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر و بأبيه و أمه- و كانوا أهل بيت إسلام- إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر بهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيقول- فيما بلغني-:


[1] كذا في الأصلين. و الصحيح أن الّذي أصيب بصرها (زنيرة) و ضبطها السهيليّ بكسر الزاى و تشديد النون فكأنها سقطت من الناسخ لأن ابن هشام ذكرها بعد أم عميس.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست