responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 52

بذلك فيعاجلهم بالعذاب* كما

قال الامام احمد حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: سأل أهل مكة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يجعل لهم الصفا ذهبا، و أن ينحى عنهم الجبال فيزدرعوا، فقيل له إن شئت أن تستأنى بهم، و إن شئت أن تؤتيهم الّذي سألوا فان كفروا هلكوا كما أهلكت من قبلهم الأمم. قال: «لا بل أستأني بهم» فانزل اللَّه تعالى‌ وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ، وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها الآية. و هكذا رواه النسائي من حديث جرير.

و قال أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن حكيم عن ابن عباس. قال‌ قالت قريش للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا و نؤمن بك، و قال و تفعلوا؟ قالوا نعم قال فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك يقرأ عليك السلام و يقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا. فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، و إن شئت فتحت لهم باب الرحمة و التوبة، قال: «بل التوبة و الرحمة». و هذان اسنادان جيدان، و قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين منهم سعيد بن جبير و قتادة و ابن جريج و غير واحد.

و روى الامام احمد و الترمذي من حديث عبد اللَّه بن المبارك حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد اللَّه بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن [1] أبى أمامة عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «عرض على ربى عز و جل أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت لا يا رب أشبع يوما و أجوع يوما- أو نحو ذلك- فإذا جعت تضرعت إليك و ذكرتك، و إذا شبعت حمدتك و شكرتك»

لفظ احمد. و قال الترمذي هذا حديث حسن، و على بن يزيد يضعف في الحديث.

و قال محمد بن إسحاق: حدثني شيخ من أهل مصر- قدم علينا منذ بضع و أربعين سنة- عن عكرمة عن ابن عباس. قال: بعثت قريش النضر بن الحارث و عقبة بن أبى معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهما سلوهم عن محمد و صفا لهم صفته و أخبراهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول، و عندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء. فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار يهود عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و وصفا لهم أمره و بعض قوله، و قالا إنكم أهل التوراة و قد جئنا كم لتخبرونا عن صاحبنا هذا.

قال فقالت لهم أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فان أخبركم بهن فهو نبي مرسل، و إن لم يفعل فهو رجل مقتول فروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم؟ فإنه قد كان لهم حديث عجيب، و سلوه عن رجل طواف طاف مشارق الأرض و مغاربها ما كان [نبؤه‌]، و سلوه عن الروح ما هي؟ فان أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه، و إن لم يخبر كم فإنه رجل متقول فاصنعوا في‌


[1] في الأصلين: القاسم بن أبى أمامة، و إنما هو القاسم بن عبد الرحمن مولى بنى أمية الدمشقيّ و لم يرو عن أحد من الصحابة إلا عن أبى أمامة. كما في الخلاصة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست