responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 47

فصل‌

في تأليب الملأ من قريش على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه و اجتماعهم بعمه أبى طالب القائم في منعه و نصرته و حرصهم عليه أن يسلمه اليهم فأبى عليهم ذلك بحول اللَّه و قوته.

قال الامام احمد حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌: «لقد أوذيت في اللَّه و ما يؤذى أحد، و أخفت في اللَّه و ما يخاف أحد و لقد أتت على ثلاثون من بين يوم و ليلة و ما لي و لبلال ما يأكله ذو كبد إلا ما يوارى إبط بلال». و أخرجه الترمذي و ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة به‌

و قال الترمذي حسن صحيح. و قال محمد بن إسحاق: و حدب على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمه أبو طالب و منعه و قام دونه، و مضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على أمر اللَّه مظهرا لدينه لا يرده عنه شي‌ء، فلما رأت قريش أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لا يعتبهم من شي‌ء أنكروه عليه من فراقهم و عيب آلهتهم، و رأوا أن عمه أبو طالب قد حدب عليه و قام دونه فلم يسلمه لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبى طالب، عتبة و شيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، و أبو البختري- و اسمه العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، و أبو جهل- و اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، و الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤيّ، و نبيه و منبه، ابنا الحجاج بن عامر بن حذيفة ابن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ، و العاص بن وائل بن سعيد بن سهم.

قال ابن إسحاق أو من مشى منهم فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، و عاب ديننا و سفه أحلامنا، و ضلل آباءنا، فاما أن تكفه عنا و أما أن تخلى بيننا و بينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه؟ فقال لهم أبو طالب: قولا رفيقا، و ردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه و مضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على ما هو عليه، يظهر دين اللَّه و يدعو اليه، ثم سرى الأمر بينهم و بينه حتى تباعد الرجال و تضاغنوا. و أكثرت قريش ذكر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بينها فتذامروا فيه و حض بعضهم بعضا عليه، ثم أنهم مشوا الى أبى طالب مرة أخرى. فقالوا: يا أبا طالب ان لك سنا و شرفا و منزلة فينا و إنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، و انا و اللَّه لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، و تسفيه أحلامنا، و عيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله و إياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين- أو كما قالوا- ثم انصرفوا عنه فعظم على أبى طالب فراق قومه و عداوتهم و لم يطب نفسا بإسلام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و لا خذلانه.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست