responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 48

قال ابن إسحاق: و حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث‌ أن قريشا حين قالوا لأبى طالب هذه المقالة بعث إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال له: يا ابن أخى إن قومك قد جاءوني فقالوا كذا و كذا الّذي قالوا له، فابق عليّ و على نفسك و لا تحملني من الأمر ما لا أطيق، قال فظن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أنه قد بدا لعمه فيه بدو و انه خاذله و مسلمه، و انه قد ضعف عن نصرته و القيام معه قال فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «يا عم و اللَّه لو وضعوا الشمس في يميني، و القمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره اللَّه، أو أهلك فيه ما تركته» قال ثم استعبر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب. فقال: أقبل يا بن أخى، فاقبل عليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). فقال: اذهب يا بن أخى فقل ما أحببت فو اللَّه لا أسلمتك لشي‌ء أبدا.

قال ابن إسحاق. ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و إسلامه و اجماعه لفراقهم في ذلك و عداوته مشوا اليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له- فيما بلغني-: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش و أجمله، فخذه فلك عقله و نصره، و اتخذه ولدا فهو لك؟ و أسلم إلينا ابن أخيك هذا الّذي قد خالف دينك و دين آبائك، و فرق جماعة قومك، و سفه أحلامنا فنقتله فإنما هو رجل برجل! قال:

و اللَّه لبئس ما تسوموننى؟ أ تعطونني ابنكم أغذوه لكم، و أعطيكم ابني فتقتلونه! هذا و اللَّه ما لا يكون أبدا. قال فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي: و اللَّه يا أبا طالب لقد أنصفك قومك و جهدوا على التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا؟ فقال أبو طالب للمطعم: و اللَّه ما أنصفونى، و لكنك قد أجمعت خذلاني و مظاهرة القوم على فاصنع ما بدا لك- أو كما قال- فحقب الأمر، و حميت الحرب، و تنابذ القوم، و نادى بعضهم بعضا. فقال أبو طالب عند ذلك يعرض بالمطعم بن عدي و يعم من خذله من بنى عبد مناف و من عاداه من قبائل قريش، و يذكر ما سألوه و ما تباعد من أمرهم:

ألا قل لعمرو و الوليد و مطعم‌* * * ألا ليت حظي من حياطتكم بكر

من الخور حبحاب كثير رغاؤه‌* * * يرش على الساقين من بوله قطر

تخلف خلف الورد ليس بلاحق‌* * * إذ ما علا الفيفاء قيل له وبر

أرى أخوينا من أبينا و أمنا* * * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر

بلى لهما أمر و لكن تحرجما* * * كما حرجمت من رأس ذي علق الصخر

أخص خصوصا عبد شمس و نوفلا* * * هما نبذانا مثل ما نبذ الجمر

هما أغمزا للقوم في أخويهما* * * فقد أصبحا منهم أكفهما صفر

هما أشركا في المجد من لا أبا له‌* * * من الناس إلا أن يرس له ذكر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست