responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 46

كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي حدثني عروة بن الزبير. سألت ابن العاص فقلت: أخبرنى باشد شي‌ء صنعه المشركون برسول اللَّه؟ قال: بينما النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يصلى في حجر الكعبة، إذ أقبل عليه عقبة ابن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقا شديدا، فاقبل أبو بكر رضى اللَّه عنه حتى أخذ بمنكبه و دفعه عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و قال: (أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ) الآية. تابعه ابن إسحاق قال أخبرنى يحيى بن عروة عن أبيه قال قلت لعبد اللَّه بن عمرو. و قال عبدة عن هشام عن أبيه قال قيل لعمرو بن العاص. و قال محمد بن عمرو عن أبى سلمة حدثني عمرو ابن العاص. قال البيهقي و كذلك رواه سليمان بن بلال عن هشام بن عروة كما رواه عبدة. انفرد به البخاري. و قد رواه في أماكن من صحيحه و صرح في بعضها بعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، و هو أشبه لرواية عروة عنه، و كونه عن عمرو أشبه لتقدم هذه القصة. و قد

روى البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس عن محمد بن إسحاق. حدثني يحيى بن عروة عن أبيه عروة. قال‌ قلت لعبد اللَّه بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيما كانت تظهره من عداوته؟ فقال: لقد رأيتهم و قد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر، فذكروا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا و شتم آباءنا، و عاب ديننا، و فرق جماعاتنا، و سب آلهتنا، و صرنا منه على أمر عظيم- أو كما قال- قال فبينما هم في ذلك طلع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فاقبل يمشى حتى أستلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فمضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفتها في وجهه فمضى فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها. فقال: «أ تسمعون يا معشر قريش؟ أما و الّذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح» [1]. فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم من رجل إلا و كأنما على رأسه طائر وقع حتى أن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه حتى إنه ليقول انصرف أبا القاسم راشدا فما كنت بجهول. فانصرف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر و أنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم و ما بلغكم عنه. حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه. فبينما هم على ذلك طلع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فوثبوا اليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون: أنت الّذي تقول كذا و كذا؟ لما كان يبلغهم من عيب آلهتهم و دينهم، فيقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «نعم أنا الّذي أقول ذلك» و لقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجامع ردائه، و قام أبو بكر ينكى دونه و يقول: ويلكم‌ (أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) ثم انصرفوا عنه. فان ذلك لأكبر ما رأيت قريشا بلغت منه قط.


[1] في الحلبية: بالدبح مهملة و في ابن هشام: بالذبيح.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست