responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 36

كنت هاهنا منذ ثلاثين من بين ليلة و يوم. قال: فمن كان يطعمك؟ قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، و ما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «إنها مباركة، إنها طعام طعم» قال فقال أبو بكر ائذن لي يا رسول اللَّه في طعامه الليلة قال ففعل قال فانطلق النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و انطلقت معهما حتى فتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال فكان ذلك أول طعام أكلته بها. فلبثت ما لبثت. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل و لا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عنى قومك لعل اللَّه ينفعهم بك و يأجرك فيهم؟». قال فانطلقت حتى أتيت أخى أنيسا، قال فقال لي ما صنعت؟ قال قلت صنعت أنى أسلمت و صدقت، قال فما بى رغبة عن دينك فانى قد أسلمت و صدقت، ثم أتينا أمنا فقالت ما بى رغبة عن دينكما فانى قد أسلمت و صدقت، فتحملنا حتى أتينا قومنا غفار، قال فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة، و كان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رخصة الغفاريّ و كان سيدهم يومئذ. و قال: بقيتهم إذا قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أسلمنا، قال فقدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأسلم بقيتهم قال و جاءت أسلم فقالوا يا رسول اللَّه إخواننا نسلم على الّذي أسلموا عليه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «غفار غفر اللَّه لها، و أسلم سالمها اللَّه». و رواه مسلم عن هدبة بن خالد عن سليمان بن المغيرة به نحوه‌

و قد روى قصة إسلامه على وجه آخر و فيه زيادات غريبة فاللَّه أعلم. و تقدم ذكر إسلام سلمان الفارسي في كتاب البشارات بمبعثه عليه الصلاة و السلام.

ذكر إسلام ضماد

روى مسلم و البيهقي من حديث داود بن أبى هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: قدم ضماد مكة و هو رجل من أزدشنوءة، و كان يرقى من هذه الرياح، فسمع سفهاء من سفه مكة يقولون: إن محمدا مجنون. فقال أين هذا الرجل لعل اللَّه أن يشفيه على يدي؟ فلقيت محمدا فقلت إني أرقى من هذه الرياح، و أن اللَّه يشفى على يدي من شاء فهلم. فقال محمد: «ان الحمد للَّه نحمده و نستعينه، و من يهده اللَّه فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ثلاث مرات».

فقال و اللَّه لقد سمعت قول لكهنة، و قول السحرة. و قول الشعراء فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات فهلم يدك أبايعك على الإسلام. فبايعه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال له و على قومك فقال و على قومي. فبعث النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جيشا فمروا بقوم ضماد. فقال صاحب الجيش للسرية هل أصبتم من هؤلاء القوم شيئا؟ فقال رجل منهم أصبت منهم مطهرة. فقال ردها عليهم فإنهم قوم ضماد. و في رواية فقال له ضماد: أعد على كلماتك هؤلاء فلقد بلغن قاموس البحر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست