responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 35

فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذي مال و ذي هيئة فأكرمنا خالنا و أحسن إلينا، فحسدنا قومه فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك خلفك اليهم أنيس، فجاء خالنا فنثى ما قيل له [1] فقلت له أمّا ما مضى من معروفك فقد كدرته، و لا جماع لنا فيما بعد. قال: فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها و تغطى خالنا بثوبه و جعل يبكى قال فانطلقنا حتى نزلنا حضرة مكة، قال فنافر أنيس عن صرمتنا و عن مثلها فأتيا الكاهن فخير أنيسا. فأتانا بصرمتنا و مثلها، و قد صليت يا بن أخى قبل أن القى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثلاث سنين، قال قلت لمن؟ قال للَّه، قلت فأين توجه؟ قال حيث وجهني اللَّه. قال و أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألفيت كأنى خفاء [2] حتى تعلونى الشمس قال فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فألقنى حتى آتيك قال فانطلق فراث عليّ، ثم أتانى فقلت ما حبسك؟ قال لقيت رجلا يزعم أن اللَّه أرسله على دينك، قال فقلت ما يقول الناس له؟ قال يقولوا إنه شاعر و ساحر، و كان أنيس شاعرا. قال فقال لقد سمعت الكهان فما يقول بقولهم. و قد وضعت قوله على إقراء الشعر فو اللَّه ما يلتئم لسان أحد أنه شعر، و و اللَّه إنه لصادق و إنهم لكاذبون. قال: فقلت له هل أنت كافىّ حتى انطلق؟ قال نعم! و كن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنعوا له و تجهموا له. قال فانطلقت حتى قدمت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الرجل الّذي يدعونه الصابئ؟ قال فاشار إلى فمال أهل الوادي على بكل مدرة و عظم حتى خررت مغشيا على، ثم ارتفعت حين ارتفعت كأنى نصب أحمر، فأتيت زمزم فشربت من مائها و غسلت عنى الدم و دخلت بين الكعبة و أستارها، فلبثت به يا بن أخى ثلاثين من يوم و ليلة ما لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني و ما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان و ضرب اللَّه على أشحمة أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين، فاتتا عليّ و هما يدعوان إساف و نائلة. فقلت:

انكحوا أحدهما الآخر فما ثناهما ذلك، فقلت وهن مثل الخشبة غير أنى لم أركن. قال: فانطلقتا يولولان و يقولان لو كان هاهنا أحد من أنفارنا، قال فاستقبلهما رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أبو بكر و هما هابطان من الجبل فقال ما لكما؟ فقالتا الصابئ بين الكعبة و أستارها قالا ما قال لكما؟ قالتا قال لنا كلمة تملأ الفم،

قال‌ و جاء رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) هو و صاحبه حتى استلم الحجر و طاف بالبيت، ثم صلّى. قال فأتيته فكنت أول من حياه بتحية أهل الإسلام. فقال: «عليك السلام و رحمة اللَّه من أنت؟» قال قلت من غفار، قال فأهوى بيده فوضعها على جبهته قال فقلت في نفسي كره أن انتميت إلى غفار، قال فأردت أن آخذ بيده فقذفني صاحبه و كان أعلم به منى، قال منى كنت هاهنا؟ قال قلت‌


[1] في النهاية: من حديث أبى ذر فجاء خالنا فنثى علينا الّذي قيل له أي أظهره علينا و حدثنا به.

[2] في النهاية و في حديث أبى ذر. سقطت كأنى خفا، الخفاء الكساء.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست