responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 334

و ما ذاك الا أن قوما أفادهم‌* * * فخافوا تواص بالعقوق و بالكفر

عشية راحوا نحو بدر بجمعهم‌* * * و كانوا رهونا للركية من بدر

و كنا طلبنا العير لم نبغ غيرها* * * فساروا إلينا فالتقينا على قدر

فلما التقينا لم تكن مثنوية* * * لنا غير طعن بالمثقفة السمر

و ضرب ببيض يختلى الهام حدها* * * مشهرة الألوان بينّة الأثر

و نحن تركنا عتبة الغي ثاويا* * * و شيبة في قتلى تجرجم في الجفر

و عمرو ثوى فيمن ثوى من حماتهم‌* * * فشقت جيوب النائحات على عمرو

جيوب نساء من لؤيّ بن غالب‌* * * كرام تفرعن الذوائب من فهر

أولئك قوم قتّلوا في ضلالهم‌* * * و خلوا لواء غير محتضر النصر

لواء ضلال قاد إبليس أهله‌* * * فخاس بهم إن الخبيث إلى غدر

و قال لهم إذ عاين الأمر واضحا* * * برئت إليكم ما بيّ اليوم من صبر

فانى أرى ما لا ترون و إنني‌* * * أخاف عقاب اللَّه و اللَّه ذو قسر

فقدّمهم للحين حتى تورطوا* * * و كان بما لم يخبر القوم ذا خبر

فكانوا غداة البئر الفا و جمعنا* * * ثلاث مئين كالمسدمة الزهر

و فينا جنود اللَّه حين يمدنا* * * بهم في مقام ثمّ مستوضح الذكر

فشد بهم جبريل تحت لوائنا* * * لدا مأزق فيه مناياهم تجرى‌

و قد ذكر ابن إسحاق جوابها من الحارث بن هشام تركناها عمدا.

و قال على بن أبى طالب‌ و أنكرها ابن هشام:

أ لم تر أن اللَّه أبلى رسوله‌* * * بلاء عزيز ذي اقتدار و ذي فضل‌

بما أنزل الكفار دار مذلة* * * فلاقوا هوانا من أسار و من قتل‌

فأمسى رسول اللَّه قد عز نصره‌* * * و كان رسول اللَّه أرسل بالعدل‌

فجاء بفرقان من اللَّه منزل‌* * * مبينة آياته لذوي العقل‌

فآمن أقوام بذلك و أيقنوا* * * فامسوا بحمد اللَّه مجتمعي الشمل‌

و أنكر أقوام فزاغت قلوبهم‌* * * فزادهم ذو العرش خبلا على خبل‌

و أمكن منهم يوم بدر رسوله‌* * * و قوما غضابا فعلهم أحسن الفعل‌

بأيديهم بيض خفاف عصوا بها* * * و قد حادثوها بالجلاء و بالصقل‌

فكم تركوا من ناشئ ذو حمية* * * صريعا و من ذي نجدة منهم كهل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست