responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 303

عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌. و قد ذكرنا في سبب نزول هذه الآية آثارا أخر يطول بسطها هاهنا و معنى الكلام أن الأنفال مرجعها إلى حكم اللَّه و رسوله يحكما فيها بما فيه المصلحة للعباد في المعاش و المعاد و لهذا قال تعالى‌ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ ثم ذكر ما وقع في قصة بدر و ما كان من الأمر حتى انتهى إلى قوله‌وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى‌ وَ الْيَتامى‌ وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ‌ الآية فالظاهر أن هذه الآية مبينة لحكم اللَّه في الأنفال الّذي جعل مرده اليه و الى رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فبينه تعالى و حكم فيه بما أراد تعالى، و هو قول أبى زيد و قد زعم أبو عبيد القاسم بن سلام (رحمه اللَّه) أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قسم غنائم بدر على السواء بين الناس، و لم يخمسها. ثم نزل بيان الخمس بعد ذلك ناسخا لما تقدم، و هكذا روى الوالبي عن ابن عباس و به قال مجاهد و عكرمة و السدي و في هذا نظر و اللَّه أعلم. فان في سياق الآيات قبل آية الخمس و بعدها كلها في غزوة بدر فيقتضى أن ذلك نزل جملة في وقت واحد غير متفاصل بتأخر يقتضي نسخ بعضه بعضا، ثم‌

في الصحيحين عن على رضى اللَّه عنه أنه قال‌ في قصة شارفيه اللذين اجتب أسنمتهما حمزة إن إحداهما كانت من الخمس يوم بدر ما يرد صريحا على أبى عبيد أن غنائم بدر لم تخمس‌

و اللَّه أعلم. بل خمست كما هو قول البخاري و ابن جرير و غيرهما و هو الصحيح الراجح و اللَّه أعلم.

فصل‌

في رجوعه (عليه السلام) من بدر إلى المدينة و ما كان من الأمور في مسيره اليها مؤيدا منصورا عليه من ربه أفضل الصلاة و السلام، و قد تقدم أن الوقعة كانت يوم الجمعة السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة، و ثبت في الصحيحين أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاثة أيام، و قد أقام (عليه السلام) بعرصة بدر ثلاثة أيام كما تقدم و كان رحيله منها ليلة الاثنين، فركب ناقته و وقف على قليب بدر فقرع أولئك الذين سحبوا اليه كما تقدم ذكره، ثم سار (عليه السلام) و معه الأسارى و الغنائم الكثيرة و قد بعث (عليه السلام) بين يديه بشيرين إلى المدينة بالفتح و النصر و الظفر على من أشرك باللَّه و جحده و به كفر، أحدهما عبد اللَّه بن رواحة إلى أعالى المدينة، و الثاني زيد بن حارثة إلى السافلة. قال أسامة بن زيد فأتانا الخبر حين سوينا [التراب‌] على رقية بنت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و كان زوجها عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه قد احتبس عندها يمرضها بأمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و قد ضرب له رسول اللَّه بسهمه و أجره في بدر. قال أسامة: فلما قدم أبى زيد بن حارثة جئته و هو

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست