responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 302

من متفرقات الأماكن. فادعى كل فريق من هؤلاء أنه أحق بالغنم من الآخرين لما صنع من الأمر المهم. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الرحمن بن الحارث و غيره عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبى أمامة الباهلي قال سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال: فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل و ساءت فيه أخلاقنا، فنزعه اللَّه من أيدينا فجعله إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقسمه بين المسلمين عن بواء، يقول عن سواء. و هكذا رواه احمد عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق به و معنى قوله على السواء أي ساوى فيها بين الذين جمعوها و بين الذين اتبعوا العدو و بين الذين ثبتوا تحت الرايات لم يخصص بها فريقا منهم ممن ادعى التخصيص بها، و لا ينفى هذا تخميسها و صرف الخمس في مواضعه كما قد يتوهمه بعض العلماء منهم أبو عبيدة و غيره و اللَّه أعلم. بل قد تنفل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) سيفه ذو الفقار من مغانم بدر. قال ابن جرير: و كذا اصطفى جملا لأبي جهل كان في أنفه برة من فضة، و هذا قبل إخراج الخمس أيضا. و قال الامام احمد حدثنا معاوية بن عمرو ثنا ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عباس بن أبى ربيعة عن سليمان بن موسى عن أبى سلام عن أبى أمامة عن عبادة بن الصامت قال خرجنا مع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فشهدت معه بدرا، فالتقى الناس فهزم اللَّه العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون و يقتلون، و أكبت طائفة على المغنم يحوزونه و يجمعونه، و أحدقت طائفة برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن حويناها و ليس لأحد فيها نصيب، و قال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق به منا نحن نفينا منها العدو و هزمناهم، و قال الذين أحدقوا برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا به، فانزل اللَّه‌ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ فقسمها رسول اللَّه بين المسلمين. و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا أغار في أرض العدو نفل الربع فإذا أقبل راجعا نفل الثلث و كان يكره الأنفال و قد روى الترمذي و ابن ماجة من حديث الثوري عن عبد الرحمن ابن الحارث آخره و قال الترمذي هذا حديث حسن. و رواه ابن حبان في صحيحه و الحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن، و قال الحاكم صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه. و قد روى أبو داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم من طرق عن داود بن أبى هند عن عكرمة عن ابن عباس قال لما كان يوم بدر قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من صنع كذا و كذا فله كذا و كذا، فسارع في ذلك شبان الرجال و بقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنائم جاءوا يطلبون الّذي جعل لهم قال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فانا كنا ردءا لكم لو انكشفتم لفئتم إلينا، فتنازعوا فانزل اللَّه تعالى‌ يَسْئَلُونَكَ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست