responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 297

ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: نظر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى أصحابه يوم بدر و هم ثلاثمائة و نيف و نظر الى المشركين فإذا هم ألف و زيادة فذكر الحديث كما تقدم الى قوله فقتل منهم سبعون رجلا، و أسر منهم سبعون رجلا، و استشار رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أبا بكر و عليا و عمر، فقال أبو بكر يا رسول اللَّه هؤلاء بنو العم و العشيرة و الاخوان و انى أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار و عسى أن يهديهم اللَّه فيكونوا لنا عضدا. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ما ترى يا ابن الخطاب؟» قال قلت و اللَّه ما أرى ما رأى أبو بكر، و لكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فاضرب عنقه، و تمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، و تمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم اللَّه أنه ليست في قلوبنا هوّادة للمشركين، و هؤلاء صناديدهم و أئمتهم و قادتهم فهوى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما قال أبو بكر و لم يهو ما ما قلت و أخذ منهم الفداء. فلما كان من الغد قال عمر:

فغدوت الى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أبى بكر و هما يبكيان فقلت: يا رسول اللَّه أخبرنى ما ذا يبكيك أنت و صاحبك فان وجدت بكاء بكيت و ان لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء قد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة»- لشجرة قريبة- و أنزل اللَّه تعالى‌ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى‌ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَ اللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ‌ من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم و ذكر تمام الحديث.

و قال الامام احمد حدثنا أبو معاوية- حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبيدة عن عبد اللَّه قال: لما كان يوم بدر قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ قال فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه قومك و أهلك استبقهم و استأن بهم لعل اللَّه أن يتوب عليهم قال و قال عمر: يا رسول اللَّه أخرجوك و كذبوك قربهم فاضرب أعناقهم. قال و قال عبد اللَّه بن رواحة: يا رسول اللَّه انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا. قال فدخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و لم يرد عليهم شيئا. فقال ناس يأخذ بقول أبى بكر، و قال ناس يأخذ بقول عمر، و قال ناس يأخذ بقول عبد اللَّه بن رواحة. فخرج عليهم فقال «إن اللَّه ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللين، و إن اللَّه ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، و إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال‌ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ و مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال‌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‌ و إن مثلك يا عمر كمثل نوح قال‌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً و إن مثلك يا عمر كمثل موسى قال‌ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى‌ أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ‌ أنتم عالة فلا يبقين أحد إلا بفداء أو ضربة عنق‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست