responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 296

قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ الآية. فكان قتل أبى جهل على يدي شاب من الأنصار، ثم بعد ذلك يوقف عليه عبد اللَّه بن مسعود و مسك بلحيته و صعد على صدره حتى قال له لقد رقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم، ثم بعد هذا حز رأسه و احتمله حتى وضعه بين يدي رسول اللَّه فشفى اللَّه به قلوب المؤمنين، كان هذا أبلغ من أن تأتيه صاعقة أو أن يسقط عليه سقف منزله أو يموت حتف أنفه و اللَّه أعلم.

و قد ذكر ابن إسحاق فيمن قتل يوم بدر مع المشركين ممن كان مسلما و لكنه خرج معهم تقية منهم لانه كان فيهم مضطهدا قد فتنوه عن إسلامه جماعة منهم، الحارث بن زمعة بن الأسود، و أبو قيس بن الفاكه [و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة [1]] و على بن أمية بن خلف، و العاص بن منبه بن الحجاج. قال و فيهم نزل قوله تعالى‌ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً و كان جملة الأسارى يومئذ سبعين أسيرا كما سيأتي الكلام عليهم فيما بعد إن شاء اللَّه منهم من آل رسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمه العباس بن عبد المطلب، و ابن عمه عقيل بن أبى طالب، و نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب، و قد استدل الشافعيّ و البخاري و غيرهما بذلك على أنه ليس كل من ملك ذا رحم محرم يعتق عليه و عارضوا به حديث الحسن عن ابن سمرة في ذلك فاللَّه أعلم. و كان فيهم أبو العاص ابن الربيع بن عبد شمس بن أمية زوج زينب بنت النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

فصل‌

و قد اختلف الصحابة في الأسارى أ يقتلون أو يفادون على قولين، كما

قال الامام احمد حدثنا على بن عاصم عن حميد عن أنس- و ذكر رجل- عن الحسن. قال‌ استشار رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الناس في الأسارى يوم بدر فقال «إن اللَّه قد أمكنكم منهم» قال فقام عمر فقال يا رسول اللَّه اضرب أعناقهم، قال فاعرض عنه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، ثم عاد النبي فقال للناس مثل ذلك، فقام أبو بكر الصديق فقال يا رسول نرى أن تعفو عنهم و أن تقبل منهم الفداء. قال فذهب عن وجه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما كان فيه من الغم فعفا عنهم و قبل منهم الفداء. قال و أنزل اللَّه تعالى‌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ‌ الآية،

انفرد به احمد. و قد

روى الامام احمد- و اللفظ له- و مسلم و أبو داود و الترمذي و صححه و كذا على بن المديني و صححه من حديث عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني‌


[1] لم يرد في الأصول و زدناه من ابن هشام.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست