responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 287

معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لاشغلهم فقتلوه ثم أتوا حتى تبعونا و كان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له أبرك فبرك فألقيت عليه نفسي لا منعه فتخللوه بالسيوف من تحتى حتى قتلوه، و أصاب أحدهم رجلي بسيفه فكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك في ظهر قدمه. سمع يوسف صالحا و إبراهيم أباه. تفرد به البخاري من بينهم كلهم. و في مسند رفاعة بن رافع أنه هو الّذي قتل أمية بن خلف.

مقتل أبى جهل لعنه اللَّه‌

قال ابن هشام: و أقبل أبو جهل يومئذ يرتجز و يقول:

ما تنقم الحرب العوان منى‌* * * يازل عامين حديث سنى‌

لمثل هذا ولدتني أمى

قال ابن إسحاق: و لما فرغ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من عدوه أمر بابي جهل أن يلتمس في القتلى، و كان أول من لقي أبا جهل كما حدثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس و عبد اللَّه بن أبى بكر أيضا قد حدثني ذلك قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بنى سلمة سمعت القوم و أبو جهل في مثل الحرجة [1] و هم يقولون: أبو الحكم لا يخلص اليه، فلما سمعتها جعلته من شأنى فصمدت نحوه، فلما أمكننى حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه، فو اللَّه ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها، قال و ضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلده من جنبي، و اجهضنى القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومى و إني لاسحبها خلفي فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها. قال ابن إسحاق: ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمن عثمان. ثم مر بابي جهل- و هو عقير- معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته، و تركه و به رمق. و قاتل معوذ حتى قتل، فمر عبد اللَّه بن مسعود بابي جهل حين أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يلتمس في القتلى و قد قال لهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فيما بلغني- انظروا إن خفي عليكم في القتلى إلى أثر جرح في ركبته فانى ازدحمت أنا و هو يوما على مأدبة لعبد اللَّه بن جدعان و نحن غلامان و كنت أشف منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه فجحش في أحدهما جحشا لم يزل أثره به. قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته. فوضعت رجلي على عنقه قال و قد كان ضبث بى [2] مرة بمكة فآذانى و لكزنى‌


[1] الحرجة الشجر الملتف، و في الحديث عن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه: أنه سأل أعرابيا عن الحرجة فقال: هي شجرة من الأشجار لا يوصل اليها. عن سيرة ابن هشام.

[2] ضبث: قبض عليه و لزمه. عن ابن هشام.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست