responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 286

ابن أبى بكر و غيرهما عن عبد الرحمن بن عوف. قال: كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة، و كان اسمى عبد عمرو فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن، فكان يلقاني و نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبوك؟ قال فأقول نعم! قال فانى لا أعرف الرحمن فاجعل بيني و بينك شيئا أدعوك به أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول و أما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف. قال و كان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه، قال فقلت له يا أبا على اجعل ما شئت. قال فأنت عبد الإله قال قلت نعم! قال فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر مررت به و هو واقف مع ابنه على و هو آخذ بيده، قال و معى أدراع لي قد استلبتها فأنا أحملها فلما رآني. قال يا عبد عمرو فلم أجبه، فقال يا عبد الإله فقلت نعم! قال هل لك في فأنا خير لك من هذه الادراع التي معك قال قلت نعم ها اللَّه، قال فطرحت الادراع من يدي و أخذت بيده و بيد ابنه و هو يقول:

ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن؟ ثم خرجت أمشى بهما. قال ابن إسحاق: حدثني عبد الواحد بن أبى عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف. قال قال لي أمية ابن خلف و أنا بينه و بين ابنه آخذا بأيديهما: يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال قلت حمزة قال ذاك الّذي فعل بنا الأفاعيل. قال عبد الرحمن فو اللَّه إني لأقودهما إذ رآه بلال معى- و كان هو الّذي يعذب بلالا بمكة على الإسلام- فلما رآه قال رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، قال قلت أي بلال أسيري، قال لا نجوت إن نجا، قال ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار اللَّه رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة [1] فانا أذب عنه، قال فاخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع، و صاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط، قال قلت أنج بنفسك و لا نجاء، فو اللَّه ما أغنى عنك شيئا. قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما. قال فكان عبد الرحمن يقول: يرحم اللَّه بلالا فجعني بادراعى و باسيرى. و هكذا رواه البخاري في صحيحه قريبا من هذا السياق فقال في الوكالة حدثنا عبد العزيز- هو ابن عبد اللَّه- حدثنا يوسف- هو ابن الماجشون- عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتى [2] بمكة و أحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الّذي كان في الجاهلية فكاتبته عبد عمرو فلما كان يوم بدر خرجت إلى جبل لا حرزه حين نام الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس [من‌] الأنصار فقال: أمية بن خلف؟! لا نجوت إن نجا أمية بن خلف فخرج‌


[1] المسكة بالتحريك السوار: أي جعلونا في حلقة كالسوار و أحدقوا بنا عن النهاية.

[2] الصاغية: خاصة الإنسان و المائلون اليه من النهاية أيضا.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست