نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 285
آباءنا و أبناءنا و إخواننا و نترك العباس، و اللَّه لئن لقيته لألحمنه بالسيف. فبلغت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال لعمر: «يا أبا حفص» قال عمر: و اللَّه إنه لأول يوم كنانى فيه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بابي حفص، «أ يضرب وجه عم رسول اللَّه بالسيف؟» فقال عمر: يا رسول اللَّه دعني فلا ضرب عنقه بالسيف فو اللَّه لقد نافق. فقال أبو حذيفة ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ و لا أزال منها خائفا إلا أن تكفرها عنى الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا رضى اللَّه عنه.
مقتل أبى البختري بن هشام
قال ابن إسحاق: و إنما نهى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عن قتل أبى البختري لانه كان أكف القوم عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو بمكة. كان لا يؤذيه و لا يبلغه عنه شيء يكرهه، و كان ممن قام في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن ذياد البلوى حليف الأنصار فقال له: إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نهانا عن قتلك و مع أبى البختري زميل له خرج معه من مكة و هو جنادة بن مليحة و هو من بنى ليث. قال و زميلي؟
فقال له المجذر لا و اللَّه ما نحن بتاركي زميلك، ما أمرنا رسول اللَّه إلا بك وحدك، قال لا و اللَّه إذا لأموتن أنا و هو جميعا لا يتحدث عنى نساء قريش بمكة أنى تركت زميلي حرصا على الحياة. و قال أبو البختري و هو ينازل المجذر:
لن يترك [1] ابن حرة زميله* * * حتى يموت أو يرى سبيله
قال فاقتتلا فقتله المجذر بن ذياد و قال في ذلك:
إما جهلت أو نسيت نسبي* * * فأثبت النسبة إني من بلى
الطاعنين برماح اليزني* * * و الطاعنين [2] الكبش حتى ينحنى
بشّر بيتم من أبوه البختري* * * أو بشرن بمثلها منى بنى
أنا الّذي يقال أصلى من بلى* * * أطعن بالصعدة حتى تنثني
و أعبط القرن بعصب مشرفي* * * أرزم للموت كإرزام المري
فلا يرى مجذرا يفرى فرى
ثم أتى المجذر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: و الّذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى ألا أن يقاتلني، فقاتلته فقتلته.
فصل في مقتل أمية بن خلف
قال ابن إسحاق و حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه و حدثنيه أيضا عبد اللَّه