responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 284

و نحن نسمع صوتا كوقع الحصى في الطاس في أفئدتنا و من خلفنا، و كان ذلك من أشد الرعب علينا.

و قال الأموي حدثنا أبى ثنا ابن أبى إسحاق حدثني الزهري عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير أن أبا جهل حين التقى القوم قال: اللهم أقطعنا للرحم و آتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. فكان هو المستفتح. فبينما هم على تلك الحال و قد شجع اللَّه المسلمين على لقاء عدوهم و قللهم في أعينهم حتى طمعوا فيهم، خفق رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خفقة في العريش ثم انتبه فقال «أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامته آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع أتاك نصر اللَّه وعدته» و أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فاخذ كفا من الحصى بيده ثم خرج فاستقبل القوم فقال «شاهت الوجوه» ثم نفحهم بها ثم قال لأصحابه «احملوا فلم تكن إلا الهزيمة» فقتل اللَّه من قتل من صناديدهم، و أسر من أسر منهم. و قال زياد عن ابن إسحاق‌ ثم إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أخذ حنفة من الحصباء فاستقبل بها قريشا ثم قال «شاهت الوجوه» ثم نفحهم بها و أمر أصحابه فقال «شدوا» فكانت الهزيمة، فقتل اللَّه من قتل من صناديد قريش، و أسر من أسر من أشرافهم.

و قال السدي الكبير قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لعلى يوم بدر «أعطنى حصباء من الأرض» فناوله حصباء عليها تراب فرمى به في وجوه القوم فلم يبق مشرك الا دخل في عينيه من ذلك التراب شي‌ء، ثم ردفهم المسلمون يقتلونهم و يأسرونهم و أنزل اللَّه في ذلك‌ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‌

و هكذا قال عروة و عكرمة و مجاهد و محمد بن كعب و محمد بن قيس و قتادة و ابن زيد و غيرهم ان هذه الآية نزلت في ذلك يوم بدر، و قد فعل (عليه السلام) مثل ذلك في غزوة حنين كما سيأتي في موضعه إذا انتهينا اليه إن شاء اللَّه و به الثقة. و ذكر ابن إسحاق أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما حرض أصحابه على القتال و رمى المشركين بما رماهم به من التراب و هزمهم اللَّه تعالى صعد إلى العريش أيضا و معه أبو بكر، و وقف سعد بن معاذ و من معه من الأنصار على باب العريش و معهم السيوف خيفة أن تكر راجعة من المشركين إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

قال ابن إسحاق: و لما وضع القوم أيديهم يأسرون رأى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فيما ذكر لي- في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس، فقال له «كأنى بك يا سعد تكره ما يصنع القوم؟» قال أجل و اللَّه يا رسول اللَّه كانت أول وقعة أوقعها اللَّه بأهل الشرك، فكان الإثخان في القتل أحب إلى من استبقاء الرجال.

قال ابن إسحاق: و حدثني العباس بن عبد اللَّه بن معبد عن بعض أهله عن عبد اللَّه بن عباس أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال لأصحابه يومئذ «إني قد عرفت أن رجالا من بنى هاشم و غيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدا من بنى هاشم فلا يقتله و من لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله، و من لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فلا يقتله، فإنه إنما خرج مستكرها» فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أ نقتل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست